عن أي سوريين يتحدث المدعو عادل الجبير، وعن أي توافق؟ فإذا كان يتحدث عمن يسمون أنفسهم سوريين تآمروا على البلاد ويتسكعون اليوم في قطر وتركيا والسعودية وبريطانيا وفرنسا وغيرها، باسم حماية الحقوق والمصالح، ويشكلون فصائل إرهابية تنفذ مخططهم التدميري على الأرض، فهؤلاء ليسوا بسوريين والشعب في سورية بغنى عنهم وعن خدماتهم و«غيرتهم»، ولا يمثلون إلا أنفسهم، وهو بالضرورة يتحدث عنهم، وإذا كان يتحدث عن توافقهم، فهم لن يتوافقوا أو يتفقوا أو يُوفقوا، لأن لعنة السوريين الذين يعانون الخراب والدمار والقتل تلاحقهم في كل مكان.
اليوم إرهاب النظام السعودي من «داعش» و«نصرة» و»حر» وغيره يتهاوى ويتقهقر لافظاً أنفاسه الأخيرة في كل مكان، وبالتالي مسألة بقائه تخضع للوقت القصير فقط، ولهذا لم يعد تجييش بني سعود ينفع بشيء حتى وإن التأمت الاجتماعات على أرضه التي دنسها بإحاكة المؤامرات على الشعوب العربية والإسلامية، ومهما حقن بأولئك من حقن تكفيرية وتحريضية فاسدة، فهي لن تحيي مريضاً أنهكه الوهم والألم.
الحكمة تقول: لا تتوقع خيراً من حاقد، ولا تنتظر انفراجةً من بخيل، ولا تطلب مكرمة من لئيم، ولا نصيحة من جاهل، ولا تسير بأقدام الحاجة نحو بيت النذل، لأن لو كان ما تقدمه الوهابية خيراً لكان لمصلحة القضايا المهمة والمصيرية، ولو كان كرماً، لتم إغداقه على اليتامى والمحرومين، ولو لم يكونوا أنذالاً لما فعلوا بأشقائهم ما فعلوه فقط من أجل إرضاء أميركا وإسرائيل.
سورية تكسب سباق الحدود، والبر والجو والبحر، والغيوم السوداء تنقشع عن سمائها، وسوف يحل القَطر الصافي بدلاً من الرصاص ودخان المعارك، والجيش العربي السوري وحلفاؤه يدقون المسمار الأخير في نعش الإرهاب الوهابي العثماني الصهيوني.
التطورات الجارية في المنطقة عموماً والملف السوري خصوصاً، تؤكد أن ما يحصل هو لمصلحة السوريبن، ولاسيما أن داعمي الإرهاب يفقدون بوصلتهم، ويرمون إخفاقاتهم بجميع الاتجاهات، واليوم يبحثون عما يبرر أفعالهم الدنيئة طوال السنوات السبع الماضية، لكن من دون جدوى.
huss.202@hotmail.com