إنشاء كيانات موازية لجامعة الدول العربية على غرار مجلس التعاون الخليجي والعملة الخليجية الموحدة وغيرها، لتصوير أن هذه المنطقة غير معنية بواقع عربي يمتد من تطوان إلى بغداد.
لاشك أن لجوء المملكة الخليجية ومعها معظم ممالك الخليج إلى الجامعة العربية اليوم لتبني مواقف محددة ضد حزب الله وإيران، دليل ضعفٍ وخوفٍ في المحيط الخليجي الذي أصبح يفيض مشاكل ومخاطر نجمت عن السياسات المتهورة لحكام المملكة.
فالمملكة الغارقة في شعاب اليمن وحرب التصفيات الداخلية وخسائرها المتكررة في الساحات التي اشعلتها في سورية والعراق، تبدو اليوم بحاجة إلى “عكاز” تتوكؤها أو مظلة تستر عوراتها السياسية، غير أنها توكأت “عكازا مكسوراً” واستظلت “خيمة ممزقة”، فالجامعة التي لجأت إليها لم تعد “عربية” وإن كان الحديث على منابرها عربياً، وإن كان شعار “الأمن القومي العربي” موضوع التداول فيها، وهي اضحت “اضحوكة” يوم شرعنت التدخل العسكري ضد ليبيا ويوم استغضبتها فلسطين ولبنان فعلّقت عضوية سورية فيها.
فالأمن القومي العربي بعيون “الحولاء” مستهدف من إيران وحزب الله و”محروس بإسرائيل” والأمن القومي العربي يتمثل بعاصفة “الحزم” السعودية التي دكت اليمنيين بنيران جهنم إلى أن أطلقت عملية “إعادة الأمل” التي خنقت ماتبقى من شعب اليمن.. نعم إن الأمن القومي العربي يتطابق اليوم مع الأمن القومي “لإسرائيل”، والفضل في ذلك لمملكة بني سعود.. ولاعجب في ذلك فالعيب في “العيون الحولاء” التي تنظر و”العقول التي لاتعقل”.
ولا عجب اليوم أيضاً، أن تجمع السعودية في أكبر صالاتها “جمهور الكومبارس” السوري لترشدهم السبيل إلى الحرية والديمقراطية، وبناء الدولة وكتابة الدستور، وتعلمهم ممارسة التعددية السياسية.. ولا بأس أن ينهل أولئك من نبع الديمقراطية المشهود!! و”يقبسوا” من فيض الحكم الرشيد!! “فالعقل الذي لايعقل” يدل على مستوى مرتاديه.