والواقع الذي تمر به الدول الاوروبية يؤكد خلل تلك السياسات خاصة بعد هجمات باريس وبروكسل وكوبنهاغن ومانشستر وغيرها.ويبدو بأن القائمة ستطول حيث كشف تقرير حديث نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية ، أن جهاز الاستخبارات البريطاني «MI 6» والمخابرات الحربية البريطانية أو المكتب الخامس «MI 5»، يستخدمان نظاما معقدا للتدقيق في الكم الهائل من البيانات المتوفرة لتنبيههم حال أي تحرك مريب من الإرهابيين.
وفي دليل يعكس تماهي بريطانيا مع الارهاب الذي دعمته في سورية والعراق وتعاميها عن التحذيرات من خطورته أورد التقرير بأن سلسلة الاعتداءات التي وقعت أخيراً في بريطانيا، أجبرت الحكومة على توجيه المكتب البريطاني لمكافحة الإرهاب الذي يراقب نحو 3 آلاف شخص حاليا إلى مراقبة نحو 20 ألف إرهابي سابق لم يتم تصنيفهم منذ زمن ضمن قائمة الاشخاص الذين يُشكلون خطراً جسيما ، وذلك باستخدام خوارزميات حاسوبية، نظراً لعدم توفّر قدرات بشرية لمراقبة هذا العدد الضخم في وقت واحد.
وقالت أجهزة الاستخبارات إن التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي ستساعد في كبح التهديدات الإلكترونية المتطورة التي يستخدمها الإرهابيون، من خلال جمع كم هائل من المعلومات عن الشخص المشتبه به، مثل اتصالهم وتواصلهم مع الإرهابيين عبر الإنترنت.
ولفت التقريرالى التصدع الأمني أو التقصير المتعمد لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية مؤكدا بأن خالد مسعود، الذي قتل خمسة أشخاص في هجوم إرهابي في وستمنستر في آذار ،كان معروفا لدى اجهزة الامن الا انه لم يكن هناك دليل على تخطيطه لهجوم ارهابي.
وأضاف كذلك الحال بالنسبة لسلمان عابدي، الذي نفذ هجوم مانشستر أرينا، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصا من بينهم أطفالا صغار في أيار، وخورام بوت، الذي هاجم جسر لندن في حزيران، معروفين أيضا لدى الأجهزة الأمنية. لكن أحدًا من هؤلاء لم يخضع للتحقيق الفعلي لأنه لم يكن يعتقد أنهم يشكلون خطرا مباشرا، ولذلك تجري الأجهزة الاستخباراتية حاليا عدة مراجعات داخلية في طريقة تعاملها مع الهجمات الإرهابية الأربعة التي وقعت في المملكة المتحدة بين آذار وحزيران من هذا العام.
وقد كُلفت مُراقبة الجودة ديفيد أندرسون، بتوفير ضمان مستقل للمراجعات الداخلية ومن المقرر أن تنشر تقريرا مع النتائج والتوصيات في غضون بضعة أسابيع، والذي من شأنه أن يمنع جهاز الاستخبارات البريطاني والشرطة من ارتكاب أخطاء خطيرة تسمح للإرهابيين بضرب بريطانيا، وإعادة النظر في الطرق التي يستخدمونها إذ إن عشرات الآلاف من المواطنين ممن يتفوقون على رادارهم قد يتفاعلون مع الإرهاب.