ولكن من يدقق في مجريات معركة سورية ضد الإرهاب المتعدد الجنسيات على مدار السنوات الماضية، يجد أن هناك العديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية لم يرق لها الانجازات السورية المتراكمة في هذه المعركة، مما دفعها إلى تقديم الدعم المباشر لإرهابيي داعش بشكل ينافي جميع القواعد القانونية والأخلاقية والإنسانية.
وتحت أعين المجتمع الدولي التي كعادتها لا ترى الأفعال القذرة وغير الإنسانية التي تقوم بها واشنطن، قام التحالف الأميركي المزعوم في العديد من المناطق السورية، وآخرها في مدينة البوكمال بمهمة حماية التنظيم، جهاراً نهاراً من الضربات السورية والروسية بدلاً من محاربته، حيث رفض الأميركيون مرتين مقترحاً روسياً لضرب قوافل الإرهابيين وهي تنسحب باتجاه الحدود العراقية، وفي الوقت نفسه قام بعمليات تشويش على الطيران الحربي السوري والروسي من خلال انتهاك طائراته لاتفاق مسبق مع الروس، وذلك لعرقلة العمليات ضد التنظيم الإرهابي، كي يبقى في خانة الاستثمار السياسي لأطول فترة مكنة، كون الأميركي على يقين قبل غيره بأن معركته الإرهابية ضد سورية خاسرة لا محالة.
وتوازياً مع اقتراب الحسم العسكري للمعركة ضد الإرهاب في سورية، يأتي الحراك السياسي هذه الأيام في سوتشي الروسية ليجدد التأكيد الدولي على مواصلة مكافحة الإرهاب وعلى المبادئ الأساسية لتنظيم مسار الحل السياسي، وهذا بطبيعة الحال منسجم مع حرص الدولة السورية على دعم أي عمل سياسي يحترم سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية ويسهم في حقن دم السوريين، وهنا ليس على الدول التي تغرد خارج السرب إلا أن تنخرط في هذا الحراك الدولي بشكل ايجابي وأن تتخلى عن الاستثمار في الإرهاب لمصلحة السلم والأمن الدوليين.