فيضانـــات مدمــرة .. وانقلابـــات مناخيــة غيــر مســبوقة
قاعدة الحدث الثلاثاء 8-12-2009م عزة شتيوي منذ مطلع التسعينيات برزت على السطح ظاهرة أكثر خطورة من ظاهرة ثقب الاوزون هي ظاهرة الاحتباس الحراري حيث تركت هذه المعضلة بصماتها في سلسلة من الكوارث الكونية المتسارعة،
والفيضانات المدمرة كنتيجة طبيعية لتأثيراتها المختلفة في حدوث الانفلاتات والانقلابات المناخية العنيفة وغير المسبوقة المهددة حاضر البشرية ومستقبلها.
ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الاحفوري (فحم، بترول غاز طبيعي) كمصدر أساسي ورئيسي للطاقة واستخذام (غازات الكلور وفلوروكاربون) في الصناعات بشكل كبير، هذا كله ساعد وبرأي العلماء على زيادة الدفء لسطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بالاحتباس الحراري الذي أثر بشكل مباشر على صحة الإنسان حيث إن العديد من الأمراض البشرية السائدة ترتبط بالتقلبات المناخية، وتتراوح بين أمراض القلب التي تؤدي إلى الوفاة والأمراض الرئوية التي تحدث نتيجة موجات الحرارة، كما تقود التغيرات المناخية إلى تغير طرق انتقال الأمراض المعوية والى مجاعات تنجم عن فشل إنتاج المحاصيل الزراعية. ووقفت التقارير في هذا الشأن عند الأدلة المتزايدة عن العلاقة بين التغيرات المناخية والمخاطر الصحية وأشارت إلى أن تزايد الحرارة في العقود الماضية قد ساهم بالفعل في زيادة أعداد المصابين بالأمراض والوفيات في العديد من المناطق في العالم، ومن المناطق الأكثر تعرضا للخطر تلك التي ترتفع فيها درجات الحرارة بطريقة غير متوازنة، والمناطق المحيطة بالمحيطين الهادئ والهندي والتي تتعرض حاليا إلى معدلات مرتفعة من سقوط الأمطار بسبب عواصف «النينو» ومنطقة جنوب الصحراء في إفريقيا والمدن الكبرى التي يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة فيها الى أحداث مناخية متطرفة.
أما التوقعات المستقبلية لتأثير الاحتباس الحراري على الحياة اليومية للبشر فتشير إلى أنه وخلال عقدين مئات الملايين من البشر سيواجهون خطر فقدان كميات كبيرة من المياه. هذا التحذير جاء في سياق تقرير شارك في اعداده أكثر من ألف خبير وعالم من أكثر من 10 دول ووفق أجزاء من النسخة الأولية لهذا التقرير العلمي الدولي ،فإن أمراضاً معدية مثل الملاريا ستنتشر بكثرة كما أن مصير الدببة القطبية ستنتهي في حدائق الحيوانات مع حلول العام 2050 بسبب تدهور أوضاع بيئاتها الطبيعية بينما سيواجه عشرات الملايين من البشر النزوح من مساكنهم بسبب السيول والفيضانات وسط ارتفاع في مستوى الانهار ودرجات الحرارة، ورغم أن مواسم الزراعة ستدر بخيراتها بسبب الدفء في الحرارة في الاجزاء الشمالية من الكرة الارضية إلا أنه بحلول العام 2080 فإن مئات الملايين من البشر سيواجهون المجاعة كما سيواجه مئات الملايين في إفريقيا وعشرات الملايين في أميركا اللاتينية شحا في كميات المياه في فترة أقل من 20 عاما ، ووفقا للتقرير فإنه بحلول عام 2050 سيواجه أكثر من مليار شخص في آسيا شحاً في المياه بيما يتوقع أن يهدد هذا الواقع بحلول عام 2080 ما بين 1.1 مليار الى 3.2 مليارات انسان وذلك وفقا لمستوى انبعاث الغازات الضارة التي تنبعث على سبيل المثال من مداخن المصانع ومحطات البترول وعوادم السيارات ما يرفع معدلات الوفيات بالدول الفقيرة جراء أمراض ناشئة عن الاحتباس الحراري مثل سوء التغذية والاسهال اللذين يتسبب بهما الجفاف فستشهد ارتفاعا ملحوظا بحلول عام 2030 فيما يتوقع ارتفاع الاصابة بحمى الضنك والملاريا أما القمم الجليدية في أوروبا فستختفي بشكل دراماتيكي بحلول 2050 فيما يتوقع أن تتعرض الثروة النباتية في أوروبا لخطر الاضمحلال بحلول العام 2100 ومن الاحتمالات الاخرى الواردة تعرض ما بين 200 إلى 600 مليون شخص بحلول العام 2080 للمجاعة بسبب اثار الاحتباس الحراري كما يتوقع أن يتأثر قرابة 100 مليون شخص كل عام بالسيول الناتجة عن ارتفاع في مستوى البحار بحلول 2080 وستكون قارتا آسيا وإفريقيا أكثر الاماكن المتضررة بالاضافة الى بعض الجزر الصغيرة في القطبين الشمالي والجنوبي. ما يضع مستقبل البشرية بين تركيز ذرات الغازات الدفيئة.
|