وفي هذا الإطار عرضت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في ملحقها الإسبوعي «شينفع باميم» سبعة أيام في خمس صفحات التحقيق الذي أعده الدكتور«رونين بيرغمان» حول قراءته لوثيقة حزب الله عن الجيش الاسرائيلي على الحدود مع لبنان.
وتم عرض التحقيق بأسره تحت عنوان «بعيني نصر الله» مع تقديم حول هذا التقرير السري لحزب الله الذي يكشف ما يعرفه هذا الحزب عن الجيش الإسرائيلي برمته، بما في ذلك أساليب استخدام الطائرات من دون طيار ومسار الدوريات عليب السياج الحدودي ، وكيفية التهرب من كلاب «وحدة عوكتس» .
وتشير الصحيفة إلى أن هذا التقرير يؤكد انكشاف الشمال الاسرائيلي.
يبدأ التقرير بقول قيادي سابقٍ رفيع المستوى في قيادة الجبهة الشمالية الذي عرضت الصحيفة عليه الوثيقة التي لديها جاء فيه:
«فقط لقراءة فحوى الوثيقة اسودت الدنيا في عيني».وأشار «بيرغمان» إلى أنه بدا وكأن حدقتي عينيه اتسعتا فعلاً عندما أمعن النظر في القسم المتعلق بالوسائط الإلكترونية المتقدمة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي على طول الحدود مع لبنان ، كما ذهل لوصف حزب الله التفصيلي والدقيق لمعدات الجيش الاسرائيلي،كاميرات المراقبة، أجهزة الرادار الجوي والبري، النظارات، ومواد هائلة عن الطائرات من دون طيار، وهي الطائرات التي طالما ظنت اسرائيل أنها تعمل بصمتٍ مطلق.
ويوضح «بيرغمان» أن تقرير حزب الله الذي يقع في /150/ صفحة يقود إلى استنتاجات «مرعبة جداً» فهو يحلل منظومة الدفاع والهجوم الاسرائيلية ، ويدل على أن حزب الله حقق نجاحاً مذهلاً في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي قبل حرب تموز عام 2006 وأثناءها.. ويقول خبراء عسكريون إسرائيليون قرؤوا وثيقة حزب الله هذه عن الجيش الإسرائيلي: إنها مكتوبة بشكل يفوق نظيراتها الإسرائيليات، وأن حزب الله بناها عن طريق نسخ وثائق داخلية لقيادة الجبهة الشمالية.
وتحتوي الوثيقة على مجموعة من الصور أُخذت من الجانب الإسرائيلي للسياج، وهي توثق مواقع المراقبة الإسرائيلية، المرافقة والحماية للأعمال الهندسية، وعمليات صيانة السياج الحدودي في الطريق العسكري، ومرافقة القوافل، وتبديل الحراسات والقوات التي تمر بين حدود قطاعات السرايا وماشابه ذلك.
والآن ماهي أهم الفصول في الوثيقة كماعرضها تقرير «يديعوت أحرونوت»؟.
-الفصل الأول يتحدث عن طرق تسيير الدوريات على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
-الفصل الثاني ويتحدث عن كيفية رد الجيش الإسرائيلي على أي عملية تسلل.
-ويتعامل الفصل الثالث مع الطائرات من دون طيار مع الإشارة إلى أن حزب الله أرسل إلى منظمة (حماس) في قطاع غزة كراسات إرشادية حول هذه الطائرات وطرق التمويه في مواجهتها وتضليلها.
- أما الفصل والرابع فيتعلق بشؤون المتخصصين باقتفاء الأثر في الجيش الإسرائيلي وأنماط التدريب التي يخضع لها.
-ويتناول الفصل الخامس الكمائن الإسرائيلية وأنواعها: الراجلة، والآلية، وكمائن المدرعات وطرق نصبها مع رسوم مفصلة لهذه الكمائن والأسلحة التي تستخدم فيها.
- ويتناول الفصل السادس وحدة الكلاب «عوتكس» في الجيش الاسرائيلي بما في ذلك أنواع الكلاب، البلجيكية والألمانية المستخدمة، والتدريبات التي تخضع لها الكلاب، كما ويعرض الفصل بعض الطرق لتضليل الكلاب العسكرية وكيفية التعامل معها في الحرب والسلم.
بعد هذا العرض يطرح «بيرغمان » التساؤل التالي: من أين يعرفون كل هذا بحق الجحيم؟؟ ومن أين حصل حزب الله على هذه المعلومات السرية الهائلة عن الجيش الإسرائيلي؟ وكيف يمكن لتنظيم معادٍ أن يحصل على مواد بالغة السرية كهذه؟؟
ويجيب على ذلك في مقالة خاصة مبيناً أن حزب الله -حسب ادعائه- يتلقى مساعدة مكثفة من إيران (الاستخبارات الإيرانية) وأنه أنشأ وحدة لتأهيل المقاتلين للتنصت على الاتصالات الإسرائيلية بقصد جمع المعلومات، وأنه أفلح على مرّ السنين في تفعيل منظومة متطورة من الاستخبارات الإيجابية والاستخبارات المضادة، وأنه أيضاً يحصل على معلومات ذات قيمة عالية من سورية، وحسب استنتاجات شعبة الاستخبارات العسكرية، فإن هذه المعلومات تجمع في محطات المراقبة الاستخبارية السورية العاملة بالتعاون مع الاستخبارات الروسية».
ويشك الجيش الإسرائيلي بعد أن لمس قدرات حزب الله في حرب إسرائيل الثانية على لبنان (كما تسميها إسرائيل) فيما إذا كان قسم من المعلومات السرية حصل عليها من الأسير الإسرائيلي السابق (أكنان تيننباوم) وقد ركز الجيش في هذه النقطة على القدرة العالية التي أظهرها حزب الله في تمويه راجمات الصواريخ، كما أشار (بيرغمان) إلى تفعيل حزب الله دورعملائه بين عرب إسرائيل، وخلص أيضاً إلى أن قرية الغجر هي واحدة من نقاط الضعف الإسرائيلية حيث يمكن لسكان يحملون هويات إسرائيلية الانتقال بسهولة إلى الجانب اللبناني.
باختصار، يمكن القول إن إسرائيل تعيش فعلاً هاجس الخوف من المقاومة الوطنية اللبنانية، ومن مقاتلي حزب الله الأبطال، ومن قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الذي استطاع بحكمته وشجاعته وبدعم الأصدقاء أن يقلب المعايير التي حكمت هذه المنطقة لعقود متعددة، والسؤال: هل يحق لبعض (الصغار) أن يتجاسروا على المقاومة أو أن يطلبوا نزع سلاحها؟؟.