بل تدخل استمارته أو معاملته إلى مكتب النافذة الواحدة وتنتقل تلقائياً /حاسوبياً/ من مكتب إلى آخر حيث تمشي المعاملة بيسر إن كانت مستوفية الشروط وتقف في مكتب وتتعثر فيقوم الموظف المختص بتذكير المواطن بنقص ما أو يهمل مدير المكتب المعاملة فيقوم أيضاً الموظف المختص بتذكيره بمعاملة المواطن المحترم للمتابعة. ولهذا أنشئت النافذة الواحدة في الدوائر التي يضطر المواطن لمتابعتها وأخذ الموافقات عليها كما أنشئت النافذة الواحدة لتسديد فواتير الكهرباء والمياه والهاتف إلا أن هذه النافذة تحولت في بعض الدوائر إلى ديوان آخر تنام فيها معاملات المواطنين وبعضها الآخر ومن كثرة أعطال الحواسيب والشبكة لديها جعلت المواطن يتمنى الوقوف بالدور ولو لأكثر من ساعة على أن ينتظر الاصلاح.
ومع أننا دخلنا في موضوع المعلوماتية في حماة من باب النافذة الواحدة إلا أن لهذه شجوناً أخرى لكنها استمرار لتطور، أعلن في بعض الدوائر ثم أخمد فهل نبدأ من مديرية الخدمات الفنية؟؟
المعلوماتية في الخدمات الفنية
في اجتماع ضم عدداً من موظفي المديرية المذكورة برئاسة المدير الفرعي صرح لهم «أن قلاب زفت يساوي كل الكمبيوترات الموجودة» وللاطلاع على واقع المعلوماتية في الخدمات الفنية نذكر ونقلاً عن عدد من المصادر التي لم ترغب بذكر اسمها أن شركة شيخ الغنامة أدخلت الكمبيوتر إلى حماة عام 1985 باسم كمبيوتر صخر، وفي عام 1996 تأسس قسم المعلوماتية في الخدمات الفنية بإدارة المهندس مصطفى الفرخ وعمل فيه أكثر من عشرة مهندسين وتم تطوير القسم بالأجهزة والطرفيات وأحدثت دائرة باسم دائرة التأهيل والتدريب أوكلت ادارتها للمهندس عمار سفاف وبدأ التطور التدريجي في عام 2002 حيث أوفد بعض المهندسين إلى الهند لمدة ستة أشهر على دفعتين للتدرب على برنامج نظم المعلومات الجغرافي GIS الذي يهتم بالتفاصيل العقارية والحلول الادارية ويعنى برسم المخططات للبنى التحتية من /خطوط كهرباء ومراكز صحية ومشاف - خارطة زراعية/ ويوزع هذا البرنامج أماكن الخدمات ويصنف الزراعات.
ادخال المعلومات الجغرافية
باختصار تقوم هذه النظم بإدخال ومعالجة وتحليل وعرض واخراج البيانات والمعلومات المكانية والوصفية فيما يتعلق بالزراعة وتخطيط المدن والتوسع في السكن إضافة إلى قراءة البنية التحتية لأي مدينة ويمكّن هذا النظام من ادخال المعلومات الجغرافية (خرائط جوية، مرئيات فضائية والوصفية، أسماء، جداول ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها واستفسارها وتحليلها تحليلاً مكانياً واحصائياً وعرضها على شاشة الحاسب).
وتجيب هذه النظم عن كثير من التساؤلات التي تخص التحديد (ما النمط الزراعي) أنواع المحاصيل، القياسات (مساحة واحداثيات الوحدة الادارية، قطر انبوب الري، كما يجيب عن التوزيع النمطي ما العلاقة بين توزيع السكان ومناطق تواجد المياه والهيدرولوجيا اضافة إلى تصنيف الطرق / رئيسي/ درجات/ سياحية، ويختار المسارات الأكثر مثالية وكان من نتاج العمل بهذا البرنامج انجاز الخارطة الرقمية، حيث كانت مدينة حماة من المدن السباقة في العمل بهذا البرنامج الذي نتج عن جهد الفنيين والمهندسين وعن ادارة شجعت التطور في هذا المجال فأدرجت ميزانية مالية لشراء الأجهزة وأنجزت الخارطة الرقمية التي تم اعتمادها كخريطة أساس، بعد ذلك تمت اضافة العديد من الطبقات والخرائط الفرضية ومنها الخارطة الاستثمارية للمحافظة والخارطة السياحية والبيئية والخارطة الطرقية وخارطة التخطيط الاقليمي والعمراني اضافة إلى الخارطة المدرسية وقد احتاج انجاز هذه الخارطة إلى أكثر من عشر سنوات بكادر هندسي يبلغ /15/ مهندساً عدا الفنيين وساهمت دائرة الطبوغرافيا بعملية مسح كافة التجمعات السكنية التي يزيد عددها عن 30 نسمة، وفي عام 1992 استخدمت حافظات المعلومات لأول مرة وتم الاستغناء عن الدفاتر الورقية كما تم استبدال الأجهزة التي تستخدم الرسم اليدوي بالراسم الآلي من خلال شعبة الرسم.
سقوط شاقولي للمعلوماتية
كانت دائرة المعلوماتية في هذا المجال المحرك الأساسي في عملية الانجاز تلك إلا أن الخلافات التي حلت في المديرية التي نتج عنها استقالة المهندسين الذين قاموا بتطوير وتنشيط الدائرة وانتقال الآخرين وتقاعد البعض أدى هذا إلى تغيير البنية الهيكلية، حيث ضمت دائرة المعلوماتية إلى دائرة الطبوغرافيا وتمت تسمية المهندس جلال فلوم رئيساً لكلا الدائرتين وذلك في نهاية عام 2007 حيث ذكر فلوم للثورة أنه تم احداث 3 فرق طبوغرافية جديدة حيث أصبح عددها سبع فرق تقوم بأعمال المسح الطبوغرافي للتجمعات السكنية لإعداد مخططات توجيهية ويؤكد أنه في عام 2010 لن يبقى أي تجمع سكني يزيد سكانه عن 150 نسمة لا يوجد له مخطط توجيهي أو تنظيمي وعلى حد قوله فإن الفرق الحقلية تقوم بأعمال المسح ثم تقدم المعلومات إلى مكتب الحساب والرسم الذي يقوم بأعمال الرسم لهذه المخططات ثم تقدم الأضابير إلى مديرية الطبوغرافيا في وزارة الادارة المحلية، أما دائرة المعلوماتية التي يستلمها مهندس زراعي فتقسم إلى شعبتين هما شعبة الصيانة وشعبة GIS: الأولى تقوم بصيانة شبكة داخلية تعاني من ضعف يزيد عن 50٪ من ناحية المستخدم لها فالعاملون عليها لا يعرفون اجراء إميل داخلي والمراسلات تتم عبر الورق دون أي استثمار للشبكة فكيف سنطالبهم بالعمل في برنامج علمي بحجم GIS؟؟ ونقلاً عن أحد المهندسين الذي لا يطالب بأجهزة وببناء تقنية هي موجودة أساساً لكن يطالب ببناء كادر مدرب كالكادر الذي عمل بها منذ انشاء الدائرة ولم يعط حقه وكما هو مذكور آنفاً فإن الخلافات الادارية التي لم يصرح عنها رئيس الدائرة عندما سألناه عن سبب تقديم الاستقالات والنقل للمهندسين الذين أسسوا الدائرة بينما ذكر أحد العاملين أن كفاءة العناصر كانت تهدد الادارة.؟!
فمن يفعّل خطة مستقبلية تحلم بها مديرية الخدمات الفنية بالعمل على اعداد الخارطة العقارية بالتعاون مع المصالح العقارية التي تفيض مستودعاتها ومكاتبها بالمصنفات العقارية، ومن سينقل بأمانة هذه المعلومات الكثيفة إلى خارطة الكترونية ستعتمد بشكل دائم للمحافظة إذا لم يكن هناك كادر مؤهل ومدرب بشكل حقيقي وعلى أقل تقدير من يحدّث المعلومات الواردة على موقع الخدمات الفنية فيضيف أو يحذف منها؟
تحولت اللوحات الرقمية إلى خردة
قام مجلس مدينة حماة بأتمتة المخطط التنظيمي والطبوغرافي وشبكات الصرف الصحي وتوزيع المخطط الرقمي على كافة الشركات وكان الكادر العامل فيه هندسياً وفنياً يعمل دون كلل وكان مجلس المدينة يقوم بتحويل كل البيانات إلى لوحة رقمية وقد باشر بالعمل ووضع كثيراً من هذه اللوحات على البيوت والعقارات إلا أن هذه اللوحات تحولت إلى نفاضات وقطع خردة.
كما اشترت البلديات برنامجاً حاسوبياً لاجراء الموازنة المالية لها ومراسلة المحافظة بذلك تفادياً لإضاعة وقت رؤساء البلديات في مراجعة المحافظة بذلك ورقياً لكن لأن أحداً لا يعرف العمل عليه لا إرسالاً ولا استقبالاً فإن البرنامج يعتبر غير فاعل ومازالت المراسلات الورقية فوق كل البرامج أيضا،ً -الكادر الذي قام ببدايات العمل في برامج الكمبيوتر تم نقل البعض منه واجراءات أخرى أفشلت أو لنكن أكثر تفاؤلاً توقف العمل بالبرامج الحاسوبية وبذلك النشاط إلى موعد غير معروف.
مازال الحاسوب بخير في المصارف
مدير فرع حماة لمصرف التوفير الشعبي جعفر السكاف ذكر أن الأتمتة دخلت مصرف التوفير في عام 2000 حيث تم العمل فيه على مرحلتين الأولى: أتمتة الفروع والثانية في مكاتب المناطق حيث تحول العمل من يدوي إلى آلي في مستندات العمليات حصلنا منه على دقة في البيانات والأرصدة وحسابات الفوائد اضافة إلى أن الربط التقني بين الفروع ساهم بخدمة المودعين حيث تم نقل البيانات بين الفروع يومياً، وبعد تحديث نظام التشغيل في 2007 باتت قاعدة بيانات المودع تتحدث كل عشر دقائق وتطورت خدمة الحوالة التي لم تعد تستغرق أكثر من عشر دقائق حتى تصل للمواطن في أي فرع يريد ويستمر الجانب الحاسوبي بالتطور التقني والبشري حيث قدمت للمواطن خدمة القروض فأصبح بإمكانه تسديد القرض في أي محافظة اضافة لضمان المواطن لنظام الدور وهو نظام مرتبط بشبكة المصرف الداخلية حيث تسجل بيانات المواطن فور تقدمه بأوراقه واستكمالها ويعطى على الفور تاريخ منحه القرض.
وتسجل الأنظمة المراقبة التي تضمن للمواطن الأمن والأمان حيث يحتفظ المصرف بثلاث نسخ عن كل معاملة تتم في المصرف بأماكن مختلفة وسرية مرتبطاً بالادارة العامة فور صدور أي تعديل على أي قرار ما يجعله حائزاً على ثقة المواطن وخير دليل على ذلك عدم شكواه وتذمره والازدحام الموجود في كل صباح في قاعة المصرف.
أما السياحة التي لابد أن يكون لها موقع متميز وجاذب لكل من يطلع عليه فهي تكتفي بإيراده عبر موقع المحافظة شأنها شأن كافة مديريات المحافظة.