دعني الآن من قواعد اللغة ونحوها وتأمل الأسماء والأفعال التي لابد من إدخال الجديد إليها استجابة لنداء الحياة.
وعندي : أن هناك أربعة أصناف من أسماء اللغة وأفعالها التي تحتاج إليها العربية وذات أربع مصادر فالتعريب حاجة ماسة جداً وخاصة في العلوم والتقنية والتعريب إبقاء اللفظ الأجنبي مع تحوير بسيط يتطابق مع طريقة االنطق العربية .
مثل تلفزيون وباص وكومبيوتر وسينما ..الخ وليس يضير العربية من تعريب الأفعال ايضاً فأنت تذهب الى متخصص بالكمبيوتر وتقول له: فرمت لي جهازي .
ففعل فرمت يعني حذف وتنظيم ملفات الكمبيوتر ويمكن عندها ادخال الفعل فرَمت يفرمِت فرمتة ومفرمت ومفرمت . هذا أول صنف ومصدره اللغات الأجنبية .
أما المصدر الثاني فهو الترجمة وأصله في اللغة العربية والأهم في الترجمة هو انتشار الكلمة واستخدامها،ككلمة هاتف ترجمة للتلفون والسيارة والطيارة والمطار والقطار والمحطة والشبكة وقس على ذلك.
وأي كلمة مترجمة الى العربية لم تجد سوقاً لها للتداول لاقيمة لها ابداً فلا أحد في الوطن العربي يذهب الى بائع السندويش ويقول له: اعطني شطيرة فلافل، إن كلمة سندويشة صارت جزءاً من اللسان العربي وكذا الكاتو ، وكرواسان ، بيتفور وكل هذه اسماء لطعام أجنبي دخل عالمنا ولم نجد له مقابلاً في لغتنا فعربناه.
والترجمة الى العربية محفوفة بمخاطر عدم الاتفاق بين المترجمين ومجامع اللغة العربية .
فإنك لواجد أحياناً كلمات ثلاث مختلفة ترجمة لكلمة واحدة.
فالاغتراب والاستلاب والضياع كلمات تترجم كلمة ALenetion وبالتالي يصعب على قارئ ما أن يفهم المقصود بالكلمة فهي في بلده غير ماهي عليه في البلد الآخر وهكذا .
أما الصنف الثالث: فهو قدرة للغة نفسها على تطوير ذاتها دون الأصل الأجنبي لما لها من قدرة على الاشتقاق فمن الفعل ظهر اشتق : تظاهر ومظاهرة والتظاهر والمظاهرة حالات مدنية لم تكن مألوفة في عالم العرب وكذا الامر مواطن ومواطنة المشتقة من الوطن .
وأخيرا اللغة المحكية ، وعندي أن اللغة المحكية يجب أن تكون مصدراً ثراً لإغناء الفصيحة .
مع العلم أن أغلب المحكي ذو أصول فصيحة، و هب أن ليس له أصول فصيحة فيجب أ نفصّحه .
فالشرشحة كلمة عامية دالة جداً على حال من الوضاعة والتعنيف وليس مايمنع من استخدام شرشح فعلاً والاشتقاق من المصدر ماشئنا من الكلمات ، وقس على ذلك .
إن من يعتقد أن المعجم العربي اعطي مرة واحدة والى الأبد لهو ذو عقل محافظ ومتحجر وليس بعقل كهذا تسير الحياة.