بديلة لاتفاقية كيوتو لخفض انبعاث الغازات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري وتداعياته الخطيرة على مناخ الكرة الارضية الذي لم يعد يتحمل المزيد من نهب الطاقة واحراقها في موقف تدفع الدول الفقيرة ثمنه بينما يتمتع الأغنياء والأقوياء وشركات النهب العالمية بجمع المليارات على حساب الفقراء.
التحذيرات حول خطورة التغير المناخي لم تتوقف فارتفاع درجة حرارة الأرض هو واقعة ثابتة علمياً رغم الجدل مؤخراً حول عدم تحميل المسؤولية للبشر بل للطبيعة.
القمة العالمية التي تعتبر الأضخم للمناخ تهدف الى ابرام اتفاقية دولية عادلة وشاملة وملزمة لمواجهة التغير المناخي والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وجمع مليارات الدولارات للدول الفقيرة في شكل مساعدات وتكنولوجيا نظيفة.
ويجتمع نحو 15 ألف مشارك من 192 بلداً بهذه القمة التي تتواصل حتى الـ18 من الشهر الجاري وتختتم بحضور 105 من زعماء العالم من بينهم الرئيس الأميركي باراك اوباما والهندي مانموهان سينغ.
وأثار هذا الحضور والتعهدات للحد من الانبعاثات الغازية من قبل أكبر الدول المتسببة فيها بقيادة الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند آمال التوصل لاتفاق بعد مفاوضات متعثرة العامين الماضيين.
وأضافت جنوب إفريقية زخماً جديداً عشية الحدث إذ تعهدت بخفض انبعاثاتها من الكربون بـ 34٪ أدنى من المستويات المتوقعة عام 2030 إذا قدمت الدول الغنية المساعدة المالية والتكنولوجية.
وتسعى القمة الى التوصل لاتفاق أكثر شمولاً وصرامة وملزماً قانوناً لتوسيع بروتوكول كيوتو للحد من الانحباس الحراري أو الحلول محله حيث تنتهي المرحلة الأولى منه عام 2012 كما يتعين التغلب على انعدام الثقة بين الدول الغنية والفقيرة بشأن تقاسم عبء الحد من الغازات.
وقال رئيس أمانة لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتغير المناخي ايفو دي بوير كوبنهاغن عن نقطة تحول بالفعل في الاستجابة الدولية لتغير المناخ.
من جهته أكد المدير التنفيذي لبرنامج البيئة الأممي اشيم ستاينر ان كوبنهاغن ستكون المحطة الأخيرة لمسار المفاوضات حول البيئة متوقعاً الخروج باتفاق.
وقال بهذا الخصوص الى من يعتقدون ان اتفاقاً في كوبنهاغن أمر مستحيل أقول ببساطة انهم مخطئون فهذا مؤتمر عالمي تشارك فيه مئة دولة انه لقاء لاستكمال مسار مفاوضات دامت أكثر من عامين.
وفي سياق التوعية بأهمية القمة وانجاحها نشرت أمس 56 صحيفة ناطقة بعشرين لغة عبر العالم افتتاحية موحدة تدعو الزعماء لاتخاذ اجراءات عملية للتصدي للتغير المناخي خلال القمة. وقالت أكبر الصحف العالمية على غرار لوموند الفرنسية ولاريبوبليكا الايطالية وغلف تايمز القطرية وميامي هيرالد الاميركية بصوت واحد ندعو المشاركين بالقمة لعدم التردد وعدم الوقوع في الخلافات وعدم رمي المسؤولية على الآخرين والتحرك لانقاذ الأرض.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية أن الاتفاق يجب أن يتضمن في صميمه تسوية بين العالم الغني والعالم الفقير.
وقد ناشد رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في كلمة افتتح بها مؤتمر الامم المتحدة لمكافحة التغير المناخي دول العالم بالاستجابة لآمال البشرية ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وذلك امام الوفود المشاركة في المؤتمر مؤكداً ان آمال البشرية تعتمد على المشاركين في هذه القمة التي تهيئ فرصة لا يستطيع العالم تفويتها مضيفا ان وجود هذا العدد الكبير من زعماء العالم في المؤتمر يعكس حشدا غير مسبوق للتصميم السياسي على مكافحة التغير المناخي.
بدوره قال ايفو دي بوير رئيس أمانة لجنة الامم المتحدة المعنية بالتغير المناخي ان البلدان النامية تنتظر تحركا ملموسا وفوريا من اجل الاستعداد لمواجهة التحديات المناخية المقبلة مؤكدا ان هذا المؤتمر لن يكلل بالنجاح الا اذا بدأ تحرك جوهري وفوري حال انتهاء اعماله في الثامن عشر من الشهر الجاري.
هذا ويتزايد التأييد لتدخل الحكومة في كل من الولايات المتحدة الامريكية والصين اللتين تعدان أكبر دولتين ينبعث منهما غاز ثاني أكسيد الكربون حيث وصلت نسبة التأييد في الصين 89 بالمئة وفي الولايات المتحدة 52 بالمئة الا ان الشعور بالقلق الشديد ازاء هذه المشكلة في هذه البلدان انخفض في الوقت نفسه من 50 الى 45 بالمئة في الولايات المتحدة عام 2007 وفي هذا العام انخفض من 59 بالمئة الى 57 بالمئة في الصين وتعتبر هاتان النسبتان أقل من المتوسط في جميع أنحاء العالم.
والاستطلاع يشير الى تأييد قوي من جميع أنحاء العالم لاتخاذ اجراءات حازمة بشأن تغير المناخ على الرغم من الركود الاقتصادي وعلى الرغم من هذه النتائج التي أظهرها الاستطلاع الا ان هناك تباينا في الاراء في الولايات المتحدة الامريكية والصين تشير الى أن القيادة في قمة كوبنهاغن ربما يجب أن تأتي من أطراف أخرى.
ومن جهته قال الدكتور سفيان التل المستشار الدولي في شؤون البيئة والمقرر العام الاسبق لبرنامج الامم المتحدة للبيئة انه يجب عدم التفاؤل بان تخرج قمة كوبنهاغن بقرارات حاسمة توقف توسع الكارثة المناخية وامتدادها.
وأضاف التل انه ثبت بوجه أكيد أن النسبة الكبرى جدا من التلوث الذي أدى الى تغير المناخ على الارض ناتج من الانبعاثات الغازية الصادرة عن الولايات المتحدة الامريكية والدول الصناعية الكبرى وانه يجب على هذه الدول ان تسعى لانقاذ كوكب الارض من الاثار الكارثية لهذه التغيرات.
من جهتها ذكرت صحيفة فايننشال تايمز المانيا ان الاتحاد الاوروبي اعرب عن استعداده لتقديم ما بين 1 و3 مليارات يورو مساعدات فورية للدول النامية للتصدي لتأثيرات التغير المناخي.