مَطَرٌ على حَجَر الحديقةِ، والحديقةُ لا تنامْ
مطرٌ يَعومُ على فضاءٍ
ثم يهوي في ارتعاشته الحنونةِ
كالأشعةِ في الظلامْ
من قامَ من نوم الجسدْ
حَيّا وأطرقَ وابتعدْ؟
طيفٌ لنائمةٍ كساهرةٍ
هواءٌ.. أم غمامْ
جنيَّةٌ تهفو إلى سَهَرٍ وتهربُ من بَرَدْ
يا دفئَها الروحيَّ
أسكِنها دمي ونقا العظامْ
مَطَرٌ على سَفَرٍ وتبكي في الحديقة وعلةٌ
للحزن
أيقظها الرّدى والصحوُ والألمُ الطَّهورُ
فأسلمتْ لسُباتها الأبديّ
كوكبَها
وأَغفَتْ ثم أغفتْ
ثم غابتُ في دياجير الرخامْ
2- عناق الضدين
خيطٌ من النّور الأليفِ:
أأنتِ وحدكِ في الحديقةْ
أسمعتِ همسي في الظلامِ
حفيف أعضائي
وأسراري الطليقهْ
أرايتِ ظلّي بين أمواجِ النداءِ
وخلفَ شطآن الحنينِ
وعند مرساتي الغريقهْ
خيطٌ من النور الضعيفِ:
أأنتِ جثّتيَ الشقيقَهْ
3- حارس القصيدة
مَنْ يحرسُ الموت الصغيرَ مع الحديقةِ والسِّياجْ؟
ليلٌ كوحشٍ،
أم صباحٌ كالخديعةِ
أم رياحٌ هارباتٌ من أخاديد الفِجاجْ
مَنْ يحرسُ الموتَ البريءَ مع الحديقةِ
والرّتاجْ؟
قمرٌ عقيمٌ,
أم شعاعٌ عاقرٌ كالشمسِ
أم ذكرى يُغيِّبها العجاجْ؟
من يحرس الموتَ الوحيدَ من الظلام
ومن يُضيءُ له السِّراجْ؟
4- مشهد الغروب
طيرٌ ونافذة وطفل في الحديقةِ والهواءْ
مُترنِّحٌ كالعطر
والشمسً انحنتْ
تدنو إلى حلمٍ يُعَفِّرُ بالتراب يَدينِ من فُلٍّ
وقلباً من ضياءْ
وأنا هنا أرنو إلى قمرٍ تخضَّب بالبكاءْ
5- أغنية الوداع
هذا نعيقُ البوم يسري في الحديقة والمكانْ
مدَّت له جنيّةُ الماءِ البعيدةُ
قُبلةً، وطَفَتْ على الماء اليدانْ
مَنْ كان من روح الظلام يُضيئه موتٌ
ويدعو كائناتِ الصمت
للرمق الأخيرِ
ومأتم للأقحوانْ؟
هل تلك أغنيةُ الوداع تَلوحُ بالذكرى
الطريدةِ
ياسمينُ الصوتِ يذوي في الحديقة والزمانْ
حملتْ له إنسيّةُ الماءِ القريبةُ
سهرةَ الفرحِ المباغتِ
فانتضى سيفَ الطعانْ
هذا نعيقُ البوم أخلَدَ في الخرائب للتهدُّجِ
والهوان
ودمي هنا متبضِّعٌ بدمي
يُشيِّعُ جثةً في طيلسان.. !
6- رماد الخليقة
هل كنتِ وحدكِ في الحديقةِ عندما غَنَّى
المطرْ؟
ليلٌ من الرّيح السّهُورِ
وظلمةٌ بيضاءُ
طينٌ نائمٌ
ومساءُ نهديكِ استضاءَا في يديَّ
وأجهشا بالنور يلمعُ في دمٍ كالثلج
بردٍ كالشررْ
هل كنتِ وحدكِ في الجنازة عندما اغتيل
القمرْ؟!
7- نوم الثنائي
نامَ السُّهادُ مع الرُّقادِ وأيقظَ الليلَ المضرَّجَ
بالأنينْ
ليلٌ على ليل الحديقةِ مُنْعَمٌ بالصمتِ
دفَّاقٌ حزينْ
وصباحُ أُغنيةٍ على صُبح الحديقةِ
مُترعٌ بندى الشعاعِ,
مُرَنَّحٌ بشذى الحنينْ
وأنا وأنتِ ونورُنا الأبديّ يهطلُ من هواء
الياسمينْ
هل تلك رؤيا أم صليل الحلمِ في الجسدِ
الطعين؟!
8- معزوفة البرد
كانت تهيمُ بطيفها، تغفو على ورق الحديقةِ
ثم تنأى في رماد الصبح أو ليل الحطامْ
حوريَّةٌ عَزَفتْ مع البردِ الرَّؤومِ نشيدَه
وتدثّرتْ بأنينها الجسديِّ,
سالتْ شهوةٌ كالنور من دمها
وأسدلتِ الظلامَ على الظلامْ
9- طعـام المـوت
مَنْ يحتفي بالليلِ، يُولدُ في الحديقةِ والصباحْ
هل كنتِ في دَنَفْ الخريفِ
تباركين منيَّةً تدنو إليكِ مع الرياحْ
وتُواسدينَ مرارة الجسد المذهّب بالجراحْ
من يحتفي بالموتِ يُقبلُ في مهابته،
ويبتدئ النُّواحْ.