|
|
كتاب يقرأ .. توظــــيف المحــــــرم ثقافة وهل مانراه الان الا من هذه الشجرة الخبيثة التي حرمت فاذا بها فجاة تظهر وكانها الثمار الشهية لهؤلاء المارقين.
أما كيف ولماذا يوظف ومنذ متى بدأ الامر فهذا ستجد الاجابة عليه في كتاب: توظيف المحرم، تاليف سليمان حريتاني، الصادر في دمشق عن دار الحصاد، اللافت من البداية الاهداء الذي يقول: الى شهداء وضحايا عنت الفقه الفتوي مشاعل نور تتخبط في حالك من القيم والمفاهيم المعلبة. صدر الكتاب عام 2000م، والغريب في الامر ان الكثير من الدراسات والكتب صدرت تحذر مما هو قادم او ما هو تحت الرماد لكن احداً لم يحرك ساكنا ابدا، ولا ادري اين الجهات المعنية من مؤسسات بحثية واجتماعية وثقافية، بكل الاحوال نشير الى ان الكتاب يقع في 422 صفحة من القطع الكبير ويتوزع على سبعة فصول هامة هي: الرخصة واليسر وظاهرة العنت في الاسلام \ التداخل بين الديني والدنيوي بين سلطة الله وسلطة البشر\ منزلة السنة النبوية واستثمار نحل الاحاديث\ جدلية العلاقة بين النص وحكم الابداع \ معاناة الوعي الاسلامي في نزاعه بين حق العقل وحق الشرع \ الجذر الذكوري و بعض الاحكام الفقهية\ الحركات الاصولوية - الاسلاموية المعاصرة. في الصفحة 371 يعقد الباحث فصلا تحت عنوان: هل التجسيد الفردوسي للماضي يساعد على بناء واقع حي متطور؟ومن اجوائه نقتطف قوله: (ان الوهية مصدر النص الالهي لا تنفي حقيقة ان القران على حد قول الامام علي بن ابي طالب (لاينطق وانما ينطق به الرجال) وقراءة هؤلاء الرجال في السابق كانت تجسيدا لمبادئ الوحي وقيمه على ارض الواقع في زحمة الصراعات العقائدية، وتعارض الاهداف السياسية وتضارب المصالح والتنافس على السلطة والمال والارزاق بحثا عن حلول اجتماعية ويضيف قائلا: ان الوهية مصدر النص لا تنفي ان تجسيد هذه المبادئ هو امر انساني بحت، هو واقع تاريخي وهو عمل عقلاني يتناول النشاط الانساني المرتبط بالزمان والمكان وبميزان القوى الطبقية المتصارعة في المجتمع..) الكتاب هام وممتع ويقدم تحليلا فكريا هاما لما يجري الان من حروب باسم الدين وما يفعله شيوخ النفط والدولار.
|
|||||||||||||||||||||||||
