وبيّن المهندس حسام الدين الحريدين مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها أن الهطل المطري المغذي لحوض نبع الفيجة لتاريخه بلغ 547 مم يقابله في الموسم الماضي 154 مم في حين المعدل الوسطي لمثل هذه الفترة 393 مم والهاطل المحقق هذا الموسم تجاوز المعدل السنوي العام الذي يبلغ 512 مم.
ولفت المهندس الحريدين إلى أن الهطل الذي جاء بمعظمه في الحوض المغذي للنبع ثلوجاً أسهم في تغذية المياه الجوفية التي عانت من استنزاف خلال السنوات الماضية لتراجع الهطل المطري والثلجي مشيراً إلى أن فيض النبع أخذ بالتزايد وسجل أمس غزارة بلغت 9 أمتار مكعبة في الثانية وهذه الزيادة مرشحة إلى التصاعد مع ذوبان الثلوج وتغذية الحوض الداعم للنبع كما هو حال نبع بردى الذي يرفد مياه الشرب بدمشق والآبار في الربوة والمدينة.
إلى ذلك أشار مدير عام المؤسسة بهذا الصدد إلى قيام المؤسسة باستخدام جزء من فائض النبع عن حاجة المدينة وريفها من مياه الشرب بحقن آبار حوض دمشق لتعويض النقص وتحسين نوعية المياه في حوض مياه دمشق.
أما ما يتعلق بعكارة المياه والتي اعتاد عليها سكان دمشق خلال هذه الفترة من السنة وازدياد وضوحها في السنوات الأخيرة أوضح المهندس الحريدين أن العكارة مرتبطة بغوران (فيض) النبع وهي ضمن الحدود المسموحة وبلغت ليوم أمس 5 ملغ/ليتر ومهما بلغت العكارة فهي مؤقتة ولا تدوم كثيراً حيث يتم ترقيد المياه في الخزانات الجوفية للتخلص من جزء من هذه العكارة.
ونفى المهندس الحريدين أي علاقة للمؤسسة مع الشركات المسوقة لأجهزة الفلترة والتي هي شركات تجارية حيث ينشط مندوبوهم خلال هذه الفترة لترويج أجهزتهم التجارية في حين أن العكارة ضمن النسب الطبيعية وتتراجع مع تراجع فيض النبع.
وأبرز مدير المؤسسة متابعة وزير الموارد المائية لقطاع مياه الشرب بدمشق وريفها وإيصال مياه الشرب للشريحة الأوسع من سكان ريف دمشق وبناء على ايعازه تم إيصال مياه الشرب إلى مناطق جرمانا وصحنايا وجديدة عرطوز والكسوة ومعضمية الشام مؤكداً أن المؤسسة تواصل البحث عن مصادر واعدة تؤمن روافد للشبكة وتغطي الاحتياج المتزايد من المياه الجوفية.
وأضاف مدير عام المؤسسة إن الوزارة وبالرغم من الموسم الجيد للأمطار مستمرة في حملة التوعية وترشيد استهلاك المياه وذلك لأهمية هذه الحملة في المحافظة على هذه النعمة انطلاقاً من أن المياه أرخص موجود وأعز مفقود.