فهو يعتبر من الأكلات المعتبرة في سورية وريفها وأطلقوا عليه العديد من الأمثال والحكايا الشعبية مثل «العز للرز والبرغل شنق حالو «و « البرغل مسامير الركب « , وحتى الاكلات المتعلقة به كان لها نصيب من الأمثال حيث يقال مثل شعبي ( المجدرة المدردرة أكلة مقدّرة) .
يتم الحصول على البرغل بالكثير من الطرق لكن الطرق اليدوية تعد الاهم والتي مازالت النسوة في القرى تستخدمها , حيث تقوم النسوة بغربلة القمح لتخليصه من بقايا القمح ومن الحصى العالقة بالاعتماد على تصويله بالماء، ثم يوضع القمح النظيف في الحلة أو ما يسمى «الخلقين»، وتوقد تحتها النار حتى درجة الاستواء، وثم ينشل «السليق» منها لتحمله النسوة على رؤوسهن، ويصعدن به السلالم إلى سطوح البيوت لتجفيفه تحت أشعة الشمس، ومن ثم يملأ بأكياس ليصار إلى جرشه، وأثناء عملية جرشه تقوم النسوة بتخليص البرغل من النخالة وبغربلته لفصل الحبات الخشنة عن «الجريش» ليصار إلى جرشه مرة أخرى، أما البرغل الناعم الذي يسمى «السميد» فكان يجمع ليتم تخزينه إلى حين استعماله في صنع «الكبة»، أما البرغل العادي فكان يخزن بعد خلطه بالملح الخشن خشية تدويره لاستعماله في الطبخ .
يحضر من البرغل الكثير من الطبخات وأشهرها المجدرة , والبرغل المفلفل مع اللحمة ومنهم من يضيف إليه البطاطا أو الكوسا أو البندورة، ويصنع من البرغل كافة أنواع الكبة ويضاف الى العديد من الأكلات , مما جعله يحتل موقع الصدارة في البيوت كأهم انواع المؤون.
للبرغل قيمة غذائية مرتفعة، فهو مصدر جيد لفيتامين (ب)، ويحتوي أيضاً على نسبة معادن عالية, فهو غني بالحديد والفوسفور والزنك والمنجنيز والسلينيوم والمغنسيوم، كما أنه غني بالألياف , كما تتعدد فوائده الصحية حيث إنه الحل الأمثل لإنقاص الوزن، والتحسين من صحة الجهاز الهضمي، ويقلل من تكوّن الحصى في الكليتين .