وهنا على الأم ألا تدخل في لعبة الابتزاز التي يمارسها وتؤكد له أن صراخه هو ما يزعج الآخرين وعليها ألا تشعر بالحرج فرفضها تلبية طلبه أمر مشروع وان هذا المشهد مألوف والأمهات يدركن أن تصرفات أطفالهن على هذا النحو رغم عفويتها هي أسلوب ابتزازي ويحاولن قدر المستطاع السيطرة على هذا التصرف ولكن غالباً ما ينفذ صبرهن ويجدن أنفسهن خاضعات لإرادة أبنائهن وبحسب اختصاصي علم نفس الطفل يمر معظم الأطفال بين 18 شهراً والرابعة بمرحلة العناد ويكون سبباً للتوتر وينصح الاختصاصيون الأم بعشر طرق تساعدها في السيطرة على نوبات غضب طفلها.
تدرك الأم مسبقاً إن بعض المواقف تنتهي بشكل تلقائي بنوبة غضب فمثلاً تتوقع الأم نوبة الغضب عندما يرفض الطفل الذهاب الى فراشه مساء لينام لأنه لا يريد التوقف عن اللعب أو عندما يصر على شراء الشوكولا في كل مرة تصطحبه للتسوق في المتاجر، لذا على الأم وبحكم تجربتها مع طفلها استباق الأمور منذ البداية وتلغي كل احتمال يؤدي الى نوبة غضب وتقول له :بعد اللعب ترتب أغراضك وتذهب الى الفراش، أو تضع القواعد بشكل فوري وتقول بلهجة حازمة :هيا سوف نذهب للتسوق ولا تحاول أن تطلب شراء الشوكولا لأنني لن أشتريها لك.فالتوقع أمر مفيد ولعل الطريقة المثلى لتجنب بقاء الطفل متوتراً هي أن تشتت والدته إصراره على طلبه وتعرض عليه أمراً آخر كأن تقول له :لن نشتري الحلوى الآن ضع الكيس مكانه ولكنك أنت من سيختار الجبنة.
وعندما يبدأ الطفل بنوبة غضب على الأم الانحناء والوقوف بمستوى طوله والتحدث إليه وجهاً لوجه وعيناها متجهتان مباشرة اليه وتقول له بهدوء انه لا يمكن القيام بكل ما يريده، وتشرح له الأسباب كأن تقول مثلاً :لست موافقة على تناولك الشوكولا لأنك ستفقد شهيتك على العشاءأو «ليس لدي نقود لشراء كرة لك»وعليها أن تكون مقتنعة بما تقوله فكلما كانت لا تشعر بالذنب كان صوتها ونظراتها أكثر قوة وحزماً وبالتالي يشعر الطفل بأن أمه لن تخضع.
وإذا قالت الأم «لا»لا يجوز للأب أن يقول «بلى»أو العكس فمن حق أحد الوالدين ألا يوافق الآخر الرأي، ولكن عليهما تنسيق الأمر معاً أمام الطفل فمن الضروري أن يكون موقفهما واحداً تجاه طلبات طفلهما ورغباته لذا يمكن للأم أثناء نوبة الغضب أن تحصن طفلها فهذا الحل الأمثل للإنتقال من حالة الى أخرى، وعندما يرفض الاقتراب من والدته عليها الاستمرار بالتحدث اليه بهدوء وبجمل قصيرة، ومتابعة ما كانت تقوله به كما لو شيئاً لم يحدث وهكذا فهي تؤكد له أن لا تأثير لصراخه على مسار الأمور الأخرى.
عندما لا يتوقف الطفل عن نوبة غضبه يمكن للأم أن تدخر الوقت الى أن ينتهي غضب طفلها فيمكنها أن ترسله الى غرفته أو أن تطلب منه الجلوس على كرسي تبعد أمتاراً عدة عنها ومنعه من النهوض قبل ان يهدأ أما إذا لم يخضع لأمر أمه وانبطح أرضاً واستمر في الصراخ عليه أن يدرك أن تصرفه غير مقبول وأنه إذا استمر سوف يعاقب، إذ يمكن للأم تهديد طفلها بأنها ستمنعه عن أمر يحبه وتنفذ هذا التهديد كأن تقول له مثلاً :إذا لم تهدأ لن أسمح لك بمشاهدة برنامجك المفضل اليوم ويجب عدم الخضوع لرغبته من أجل الحصول على الهدوء فإذا سبب صراخ الطفل توترا لأمه، فإنها تخضع لطلبه كي تحظى بلحظات من الهدوء وهذا حل غير صائب لأنه من غير المؤكد أن هذا التصرف سوف يهدىء من روعه فضلاً عن أنه سوف يشوش تفكيره فيقول في نفسه :كيف منعتني والدتي منذ لحظات والآن لا تمنعني هل لدي سلطة عليها إذا صرخت بشكل قوي؟ ولكي يتأكد يعود ويمتحن والدته من دون تردد ويجب عليها مواساته بعد أن يهدأ فمن المعلوم أن نوبة الغضب تجعله يشعر بالتوتر والتعب لذا من الافضل بعد انتهاء نوبة الغضب أن تحضنه والدته وتداعبه إذا كان يرغب في ذلك فبهذه الطريقة تؤكد له حبها وتعزز لديه شعوراً بأنه مهما حدث وكيفما تصرف فإنه يستطيع دائماً الاعتماد عليها.