قوتنا الداخلية
عين المجتمع الثلاثاء 10-3-2015 لينا ديوب تزداد يومياتنا صعوبة بسبب هذه الحرب المستمرة علينا، حيث تضاف إلى الحالة الأمنية المتوترة والخطرة في بعض الأماكن، الظروف المعيشية الصعبة وليس آخرها ارتفاع الأسعار،
مما يجعلنا أو يجعل بعضنا تحت تأثير المشاعر السلبية من خوف وقلق وإحباط، ورغم ذلك ننطلق من جديد وكأننا نملك قوة كامنة تجعلنا نقف مرة أخرى جديدة لنواجه أكبر الصعوبات والآلام، أو بأنه يوجد لدى كلّ منا مخزون من الطاقة لا يحد، لن نتحدث هنا عن علم الطاقة واعتماده في تدريبات تنمية الموارد البشرية والذي يقول بأنّ إطلاق الإنسان لقواه الكامنة في نفسه وبالخصوص من العقل الباطن هو بالتأكيد أعظم التحديات على الإطلاق، لأننا نعيش هذه الحالة واقعيا، ففي ظروفنا الصعبة هذه نجد بيننا من يعمل وبحيوية وإنتاج وحياة أكثر من الآخرين وهم نادراً ما يشعرون باليأس، وكأنهم يطلقون طاقاتهم الكامنة، في أعماق النفس، بجعل إرادة الحياة تنتصر، وكذلك الخير ينتصر مرة بعد أخرى، وذلك بتعمد إنجاز أعمال رغم الخطر، والإصرار على فعل ممارسات تحمل على قيمة أخلاقية ، كتقديم المساعدة إلى شخص محتاج، والوجود بين الناس المتضررين من الحرب. هؤلاء يواجهون الحياة بحماسة، وما من شخص متحمس لعمله يحتاج أن يخاف من أي شيء في الحياة، فجميع فرص الحياة هي بانتظار اقتناصها من قبل أشخاص يشعرون بالحب نحو ما يفعلون.
وقد رأينا بأم العين إرادة قوية لدى الناس، ففي لحظات سقوط قذائف الهاون وجدنا شبانا يقومون بأعمال خارقة لإنقاذ المصابين بإطلاق طاقات جسدية ضخمة، ورأينا عمالا وموظفين وطلبة ينطلقون في أوقاتهم المعتادة إلى أعمالهم ودراستهم، لاشك أنها استحضار للطاقات الكامنة عندهم، والتي فرضها قبولهم تحدي المساعدة ومواجهة الخطر. نحن جميعا نملك القوة الداخلية وإرادة التحدي ونمضي بها ليبقى مجتمعنا متماسكا ونحقق النصر وقيام بلدنا من جديد.
|