وذلك في محاولة يائسة ومفضوحة لتشويه تاريخ المنطقة لصالح المخططات الصهيونية والاستعمارية ، وفي إطار تنفيذ أجندة أسياده في الكيان الصهيوني والدول الغربية الداعمة له الحاقدين على الإرث الحضاري والإنساني للمنطقة العربية.
ويرى العديد من المراقبين والمختصين في شؤون الإرهاب وكياناته الإرهابية أن هناك تشابهاً كبيراً في طريقة نشوء الكيان الصهيوني والتنظيم الإرهابي المذكور وباقي التنظيمات المتطرفة من حيث إشغال المنطقة العربية سواء على صعيد التفكير بطريقة الخلاص من المستعمر الأجنبي وترتيب الأولويات وخاصة الداخلية منها لكل بلد عربي في بداية القرن الماضي أم في إشغاله بقضايا الإرهاب وما سمي بثورات الربيع العربي في بداية القرن الحالي إضافة إلى السياسات العدوانية التي يتبعها كل منهما بحق البشر والحجر والتنوع الحضاري الرائع في المنطقة.
ففي بداية الشهر الجاري أقدم تنظيم داعش الإرهابي على نشر فيلم يظهر عناصره المرتزقة وهم يدمرون آثار مدينة الموصل ومتحفها ليتبعه بعد أسبوع واحد بجريمة أخرى تمثلت بتدمير مدينة نمرود الآشورية التراثية في محافظة نينوى وسرقة آثارها وتجريفها ثم تدمير قلعة تل عفر التاريخية ومدينة الحضر الأثرية الواقعتين قرب مدينة الموصل شمال العراق ؛ فضلاً عن إقدامه أمس الأول على تجريف مدينة خورسيباد الأثرية في بعشيقة شمال الموصل بعد سرقته لآثارها ونقلها إلى مكان مجهول إضافة إلى سرقته مئات القطع الأثرية من سورية والعراق وبيعها في العواصم الأوروبية في مزادات علنية لتمويل أنشطته الإرهابية.
فجرائم التنظيمات الإرهابية في المنطقة التي ترقى حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونيسكو لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تعيد إلى الأذهان جريمة المغول وزعيمهم هولاكو الهمجي بتدمير بغداد والقائهم المؤلفات القيمة في مكتبة بغداد في نهر دجلة وقتلهم 200 الف عراقي عام 1258 ميلادية.
ورغم تحذير وزارة السياحة والآثار العراقية أكثر من مرة للمجتمع الدولي ومؤسساته من مغبة ترك هذه العصابات الضالة دون عقاب وتأكيدها أن هذا الأمر سيؤدي إلى إجهاز هذه العصابات على الحضارة الإنسانية جمعاء وحضارة بلاد الرافدين مسببة خسائر حضارية لا تعوض إلا أن ذلك لم يلق اذناً صاغية على ما يبدو حيث اكتفت تلك المنظمات ببيانات الادانة والاستنكار الخجولة وقرار أممي وحيد حول تجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابي يحد من ظاهرة اتجار هذه التنظيمات الإرهابية بالآثار المسروقة دون متابعة أو اصرار على تنفيذه.
وهذا ما يؤكده انتقاد وزير السياحة والآثار العراقي عادل فهد الشرشاب لعدم استهداف طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لعناصر تنظيم داعش الإرهابي رغم سهولة كشف تسللهم وتدميرهم ونهبهم للمواقع الأثرية العراقية ، موضحاً أن تباطؤ المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم شجع التنظيم الإرهابي على تدمير الأوابد الأثرية وسرقة المزيد من القطع الأثرية في العراق والتي تعود لآلاف السنين.
بدوره قال وكيل وزير السياحة والآثار العراقي قيس حسين في حديث تلفزيوني منذ عدة أيام: إن تدمير تنظيم داعش الإرهابي متحف مدينة الموصل العراقية يشكل مؤامرة اسرائيلية ، إذ يقف كيان الاحتلال الاسرائيلي وراء تدمير ونهب كل المواقع الأثرية في المدينة بما فيها متحفها ، موضحاً أن لاسرائيل يداً أولى في موضوع تخريب المواقع الأثرية.