إن اول ما بناه وأنجزه نهج التصحيح المجيد هو استعادة الشعب السوري لمواطن قوته وعافيته حين استرجع حزب البعث العربي الاشتراكي مسيرة الانجاز الوطني وعزز مواقع النضال والريادة ليصبح العام 1970عام التحول الكبير بالوعد والعهد مودعا قبل ذلك عام الركود والعجز والمزايدة والعزلة الواضحة في هوة الشعب وطموحه وأحلامه.
فكانت اول مهمة للتصحيح في رؤية حزب البعث بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون وتقوية دور ومهام المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ..إذ لا قيمة للأفكار مهما سمت إن لم تكن قادرة على الفعل والتطبيق على ارض الواقع..لذلك كانت صوابية النهج بناء وطن عزيز وإنسان كريم قادر على العطاء والتضحية وتحمل المسؤولية الوطنية التي كلفت المجتمع السوري كثيراً من الجهد والتعب والصبر والتحدي .
كان الاهتمام كبيرا بقواتنا المسلحة الباسلة فغدت في رؤى التصحيح ورعاية القائد المؤسس حافظ الأسد جيشا عقائديا سطر اروع ملامح النصر والفخار في حرب تشرين التحريرية وجابه عدوان اسرائيل على لبنان وغيره ..وهاهو نهجه النضالي اليوم قد أدركه العدو والصديق على السواء في اختبار وامتحان سبع سنوات من الدفاع عن الوطن ضد أعتى امبراطوريات العدوان وعصابات الإرهاب ومخططات التقسيم ومشاريع الاستبداد .
سبع وأربعون عاما ومنطلقات التصحيح متجذرة في ضمير الشعب والأمة تتجسد انجازا وطنيا وإعجازا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن ما حققته الحركة التصحيحية من استقرار سياسي وانتعاش اقتصادي في الزراعة والصناعة والتجارة والبناء والكهرباء والنقل والمال والتأمين والخدمات الاجتماعية إلى جانب التلاحم الوطني والمشاركة الواسعة لأبناء المجتمع كان له الأثر الايجابي الكبير في صمود الشعب العربي السوري من خلال منظماته واتحاداته ونقاباته من عمال وفلاحين ومعلمين وطلبة وشبيبة وطلائع ونساء وحرفيين ورياضيين ومحامين وكتاب ومهندسين وأطباء وصيادلة وصحفيين وفنانين .
هذه الشرائح جميعها بتفاعلها مع الحدث الوطني والحياتي وتوظيف معظم إمكانياتها وقدراتها لخدمة الدولة والمجتمع لاسيما في هذه الظروف العصيبة التي حاولت فيها قوى البغي اقتلاع المجتمع السوري من جذوره وتشويه نضاله وحرق إرثه وحضارته.لكنه لم يستطع ولن يستطيع طالما هناك صارت الشهادة هي الطريق وغدا فعل التصحيح المترجم سلوكا ملحمة الشهادة عند أبناء شعبنا من مدنيين وعسكريين وبات القائد الخالد حافظ الأسد صانع أمجاد التصحيح والسيد الرئيس بشار الأسد الذي يواصل مسيرة النضال اليوم هما رمز لصمود الشعب وموقدا الشعلة المقدسة في صمودهم .
ففي هذه الذكرى الغالية غلاوة ترابنا المقدس وطهارة دماء شهدائنا الأبرار نؤكد للوطن أن ما زرعته الحركة التصحيحية المباركة من قيم وإنجازات وعطاءات في بيادر الوطن قد أثمرت وأينعت قوة وقدرة وبناء وصمودا ونصرا ما أزعج قوى الغرب الرأسمالي و العدو الصهيوني والرجعية العربية ،فانصهرت جهود هؤلاء جميعا مؤامرة وخبثا للنيل من عظمة هذا الشعب ودور سورية المقاوم لكل أحلامهم وأمانيهم لأكثر من خمسين عاما .
النصر يلوح على جباه الأبطال حيث الكلمة لميدان التصحيح ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.