الدعوة من 14 تموز إلى 27 أيلول في معرض يقام ضمن إطار تبادل ثقافي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا إثر اكتشاف كنوز منسية في رمال الصحراء الغنية،
ففي معرض استثنائي من نوعه وتنوعه يقام لأول مرة في متحف هام كاللوفر يتم فيه عرض حوالي 320 قطعة أثرية من تماثيل منحوتة ومسلات منقوشة وقطع فخارية وحلي وغيرها تخرج لأول مرة من أرض المملكة ليخصص لها حوالي 1500 م2 من مساحة المتحف ليتم عرضها.
هذا التعاون الثقافي تم التصديق عليه منذ العام 2005 وليس فقط مع السعودية إنما مع دول الخليج أيضاً, إذ سيكون هناك متحف لوفر في أبو ظبي نهاية العام 2013. حيث قدمت المملكة مبلغ 17 مليون يورو لإحداث قسم خاص بالفن الاسلامي في اللوفر تشرف عليه مديرة قسم الآثار الشرقية في المتحف بياتريس أندريه سالفيني وقد قامت إدارة اللوفر بترميم التحف ووضعها على قواعد ملائمة لعرضها بالشكل المطلوب ومن أهم هذه القطع: ثلاثة تماثيل ضخمة من الصلصال الأحمر المصقول يبلغ طول كل منها 2.5 م ويبدو أحدها منتعلاً وآخر شعره مسرّح على الطريقة المصرية وهو مكسو بمئزر تزينه شريطة في المنتصف، ويبدو أن هؤلاء يمثلون الأسرة الحاكمة في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد.
هذه التماثيل تم استخراجها برعاية شركة توتال الفرنسية التي تعمل في السعودية منذ العام 1974 كما أنها مولت متحف اللوفر بحوالي 200000 يورو لهذا الغرض وقد عملت الشركة على مساحات واسعة لتستخرج هذه الكنوز من 138 مدفناًومن كهوف زينت مداخلها بزخارف حتى المنحدرات إليها مشغولة بعناية وهذا يدل على عظمة الفن في ذلك الزمن ومكانة أولئك الذين تركوا لنا الزخارف الاغريقية و الأسود البابلية وصوراً لشمس بلاد ما بين النهرين.
وهذه البادية كانت نقطة انطلاق لتجارة راجت وازدهرت نتخيلها اليوم كيف كانت تسير مئات القوافل من الجمال تحمل البخور والصمغ المر والأحجار الكريمة والتوابل القادمة من الهند ثم تتوقف لتصك غلالها وتتزود من الماء وسبل العيش.
وفي نيسان الماضي كانت الزيارة الأخيرة لمديرة الآثار الشرقية بياتريس وفرانسواز دوبانج المندوبة المسؤولة إلى المواقع الأكثر أهمية حيث تم التشاور وكان الاختيار الصعب لتلك التحف التي تم نقلها إلى باريس. منها مسلات فريدة نقشت بحروف مسمارية تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وإحداها تمثل آخر ملوك بابل بصولجانه والذي دام حكمه عشر سنوات.
ومع هذه المشاهد البانورامية للصحراء يقترح علم تنظيم المتاحف القيام برحلة تسلسل تاريخي تبدأ منذ نحت الأحجار الأولى في العصر القديم وتمتد لتصل إلى وحدة المملكة العربية السعودية عام 1932 وإذا كان قسم كبير منها يختص بالآثار والعصور القديمة فقسم آخر سيلقي الضوء على فترة الاسلام وطرق الحج التي اقتفى أثرها التجار القدماء وسلكوها إلى الأماكن المقدسة مكة والمدينة.
أما المشهد الأخير فهو باب الكعبة الذي قدمته الامبراطورية العثمانية إلى المملكة عام 1635 باب من الفضة مشغول ومزخرف بالذهب حيث بقي ثلاثمائة عام في الحرم المكي.
الباب يحمي حجراً أسود مرصعاً وهو بقية أثر يقال إنه هبة الله لآدم كي يحميه من الطوفان.
المهم في المعرض كل شيء يذكر وبقوة أن الأرض العربية هي مهد الاسلام كما أن أهمية الكنوز المعروضة في اللوفر تتجاوز كثيراً قيمتها الجمالية أوالتاريخية فهي كنوز تحمل رسالة إلى كل زائر لمتحف اللوفر.