وقد شوهدت السحب المتألقة للمرة الأولى في القرن التاسع عشر بعد انفجار بركان أناكراكاتاو في اندونيسيا، وفي حينه تم ربط السحب المتألقة بانفجار ذلك البركان الذي كان في غاية العنف ولكن اتضح لاحقاً بأنه لا توجد أي علاقة بين الاثنين.
وفي السنوات التي تلت ذلك أصبحت تظهر بشكل مكثف وأصبحت تنتشر بشكل واسع، حيث كانت تشاهد في البدء في المناطق الواقعة فوق خط العرض 50 درجة في سيبريا واسكندنافيا واسكتلندا، ولكن وفي السنوات التالية أصبحت تشاهد في خطوط العرض المتوسطة.
ويطلق على السحب المتألقة (بحارة سماء الصيف) وهي عبارة عن تجمع من كريستالات ثلجية صغيرة جداً تقع على ارتفاع يزيد على 80 كيلومتر من على سطح الأرض على حافة الفضاء ما يعني أنها تقع على ارتفاع يفوق 99.999% بعد الغلاف الجوي والسماء على هذا الارتفاع مظلمة هي منطقة الشهب والطاقة العالية للشفق وبقايا الأقمار الاصطناعية المتحطمة.
لذلك يتساءل العلماء عن سبب وجود تلك السحب في تلك المنطقة البعيدة من الفضاء؟
وكانت هناك بعض الدراسات لمحاولة فهم الظاهرة وهناك من يعتقد أنها إشارات تنذر بتغير مناخي ولكن الربط بين هذه السحب وظاهرة الاحتباس الحراري مازال مثاراً للجدل بين العلماء ويعتقد بوجد علاقة بين السحب المتألقة ودورة النشاط الشمسي، حيث إن نشاط السحب المتألقة يصل إلى الذروة خلال وبعد سنوات انخفاض النشاط الشمسي، وربما بسبب الانخفاض في النشاط الشمسي يسمح للطبقة العليا من الغلاف الجوي تصبح باردة ما يعزز إنتاج كريستالات الجليد التي تقوم بتشكيل تلك السحب، ونظرا إلى أن الشمس حالياً تعيش فترة انخفاض في نشاطها حاد جداً، فقد يكون هذا العام فرصة جيدة لمشاهد السحب المتألقة.
وسيظل التساؤل حول هذه السحب قائماً وأهم تلك التساؤلات لماذا ظهرت في القرن التاسع عشر؟ ولماذا تنتشر؟ والسبب في وجود الجليد في الطبقات «المتخلخلة» من الغلاف الجوي للأرض وهذه المنطقة تعتبر جافة بمقدار مئة مليون مرة من الهواء في الصحارى.