هذه الخطوة استبقت جولة جديدة للمبعوث الاميركي جورج ميتشل في اطار جولاته المكوكية لاحداث اختراق ولو بسيطاً باتجاه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في ظل الأنباء عن توافق أميركي إسرائيلي على «عدم اضاعة الوقت» والبدء بهذه المفاوضات اول الشهر المقبل.
حكومة نتنياهو كسابقاتها تسعى من خلال خطواتها التصعيدية لافشال عملية السلام، ووأدها في مهدها، كونها لاتريد السلام ولاترغب فيه متسلحة بدعم اميركي مطلق لايهمه على الاطلاق تحقيق هذا السلام، وجل مايبتغيه هو تحقيق اي انجاز شكلي لتحسين الصورة الاميركية التي منيت بسلسلة اخفاقات متتالية، منذ ان وضعت ادارة اوباما اعادة اطلاق عملية السلام على رأس أولوياتها.
تراجع ادارة أوباما عن مواقفها السابقة شكك الكثيرين في مصداقيتها وقدرتها على ممارسة الضغط على نتنياهو الذي يصر على شروطه في المضي قدما في بناء المستوطنات بالقدس، واستثنائها من عملية «التجميد الاستيطاني» واطلاق المفاوضات دون شروط ، مايعني عدم الالتزام بما وصلت اليه المفاوضات السابقة، وهو ماارتكزت عليه جولات ميتشل الاخيرة للمنطقة، والتي حاول ان يسوق خلال شروط نتنياهو.
لقد صدقت حكومة نتنياهو خلال الشهرين الماضيين اكثر من سبعة مخططات استيطانية جديدة تستوعب 15 ألف مستوطن في القدس الشرقية، في محاولة لطرد الشعب الفلسطينين وتقليص وجودهم، مقابل تكثيف عدد المستوطنين، متجاهلة النداءات الدولية بضرورة التخلي عن هذه السياسة غير الشرعية التي من شأنها تقويض العملية السلمية.
لقد قام الكيان الغاصب منذ نشأته على سياسة القتل والتهجير والاستيطان لانهاء الوجود الفلسطيني، وهو لن يتراجع مادام يحظى بالدعم الاميركي ، ومحاباة المجتمع الدولي. وتوحيد المواقف الفلسطينية أولا، والعربية ثانيا هي وحدها الكفيلة بردع هذا الكيان ، كما ان التمسك بخيار المقاومة بعد ان فشلت جميع المبادرات هو الذي ينهي الاحتلال ويعيد الحقوق.
nssrmnthr602@gmail.com