تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغم الدمار الذي خلفته الحرب على سورية.. المعلوماتيــة في تربيـــة درعـــا تنهض وتتطور..دعم وزاري لإعادة التأهيل والانطلاق نحو دمج التقانة بالتعليم

تحقيقات
الثلاثاء 11-12-2018
عبدالله صبح

خلال الحرب على سورية تعرض قطاع التربية بدرعا إلى عملية تخريب ممنهجة أتت على تدمير مئات من المدارس التي وفرت التعليم المجاني لآلاف التلاميذ من أبنائنا, حيث نال الجانب المعلوماتي نصيبه هو اﻵخر من خلال تعرض الشعب الصفية الخاصة بتعليم تقنيات الحاسوب إلى عمليات النهب والسرقة والتدمير من قبل أعداء العلم ممثلين بالمنظمات الإرهابية

التي وضعت نصب عينها العودة بجيل العلوم الحديثة إلى العصر الطباشيري متخلفا عن اسلافه كي يبقى في نهاية الطابور يستجدي خبراته ومستلزمات علومه من اﻵخر ممثلا بالغرب الذي رسم خططه الشيطانية ووضعها بأيدي جهلة لم يدركوا ولو لوهلة أن انهيار التعليم يؤدي إلى انهيار الأمة.‏

وحول هذا الشأن قال مدير تربية درعا محمد خير العودة الله في حديثه للثورة: بعد تحرير محافظة درعا وإفشال جميع مخططات المتأمرين الجميع يتطلع الى عودة المؤسسة التربوية التعليمية الى سابق عهدها بزخمها الحضاري والرائد من خلال تأهيل وإعادة بناء ما دمرته الايدي العابثة بمنشآت قطاع التربية التي تحتاج إلى أكثر من 30 مليارا,وهذا رقم كبير نظرا لحجم الدمار الذي لحق بهذا القطاع المهم,والذي يعد عصب الحياة والشريان المغذي التي تقوم عليه الدولة وتنهض حيث يتواجد في درعا /943/ مدرسة تنتشر على جميع اراضي المحافظة، وعدد المدارس التي تحتاج إلى إعادة ترميم وتأهيل كبيرة وخاصة في الكتل البنائية والمستلزمات من مقاعد ونوافذ وأبواب وأجهزة حاسوب.‏

ومن اجل الإقلاع من جديد بعلوم الحاسوب وتقنياته، تقوم تربية درعا اليوم بإعداد دراسة تعتمد الزيارات الميدانية على مدارس المحافظة من أجل تقدير ما يلزمها من احتياجات ولوازم فيما يخص المعلوماتية وذلك لإعادة تأهيل هذا الجانب من جديد من اجل ربط الواقع النظري لهذا المنهاج بالواقع العملي.‏

اضرار جسيمة وجهود كبيرة للتعافي‏

بعد الانطلاقة التي شهدتها تربية درعا قبل العام /2011 / في جانب المعلوماتية والتي شملت معظم مدارس المؤسسة التربوية من معاهد وثانويات ومدارس التعليم الاساسي الحلقة الثانية تمثلت بتأمين القاعات الحاسوبية الحضارية والكادر التدريسي ومنهاج يناسب كل مرحلة إلا أن جاءت الحرب على سورية لترمي بظلالها على قطاع التربية في المحافظة حيث دمرت البنية التحتية لأغلبية مدارس المحافظة فكانت الخسائر مئات الاجهزة وملايين الليرات.‏

وقال مدير تربية درعا: مع بداية العام الدراسي الجديد 2018/2019 و بعد سبعة أعوام من جرائم التنظيمات الإرهابية تجاوز حجم الاضرار الذي لحق بقطاع التربية ال/ 30 /مليار ليرة, مبينا ان مديرية التربية بدرعا ومنذ تحرير كامل المحافظة بداية شهر تموز الماضي وضمن الخطة الاستثمارية الأولية للمديرية تقوم بإعادة ترميم وتأهيل /٣٦/ مدرسة تشمل التعليم الأساسي والثانوي، مؤكدا أن عدد المدارس الإجمالي بمحافظة درعا بلغ حوالي /943/ مدرسة منها /688/ مدرسة للتعليم الأساسي يصل عدد طلابها أكثر من /197/ ألف طالب وطالبة و/100/ مدرسة للتعليم الثانوي و/38/ مدرسة للتعليم المهني، مضيفاً أنه تم تقسيم المدارس المتضررة بالمحافظة إلى ثلاثة أقسام منها /111/ مدرسة نسبة الأضرار فيها كبيرة بجسم البناء وهي بحاجة لدراسات إنشائية وهندسة جديدة وهي حالياً خارج الخدمة حتى الانتهاء من نتائج دراستها الإنشائية إما بإعادة تأهيلها وترميمها وإما بإزالتها وإعادة بنائها من جديد، بينما هناك /363/ مدرسة نسبة الضرر فيها جزئي.‏

دائرة المعلوماتية ومهام جسام‏

المهندس فريد الهواري رئيس دائرة المعلوماتية بتربية درعا بين (للثورة) أن دائرة المعلوماتية بتربية درعا تعمل وفق خطة عمل مدروسة تؤدي إلى إعادة تأهيل دور المعلوماتية في مدارس المحافظة من خلال سعيها الدائم بالتعاون المتواصل ما بين تربية درعا والوزارة التي بدورها تقوم بتأمين وتزويد كل ما تتطلب الدائرة من مستلزمات لزوم المعلوماتية في مدارس المحافظة, وذلك وفق خطة مدروسة وشاملة حيث تعمل دائرة المعلوماتية بتربية درعا بتزويد المدارس حسب جاهزية القرى والبلدات من خلال عودة التيار الكهربائي والحياة الطبيعية إليها.وبين الهواري أنه ببداية الحرب على سورية تم سحب النسبة الأكبر من أجهزة الحاسوب الموجودة في مدارس محافظة درعا وايداعها لدى الثانويات الصناعية ومستودعات المعلوماتية والمجمعات التربوية التابعة لتربية درعا.‏

دمج التقانة بالتعليم‏

وأشار الهواري أنه من خلال مادة المعلوماتية في مرحلتي التعليم الأساسي حلقة ثانية والثانوي يتم تطبيق هذه المادة بشكل عملي استنادا إلى المنهاج المقرر من قبل وزارة التربية من خلال التنسيق مع دائرة المعلوماتية بتوفير كل مستلزماتها من كادر مختص اكاديمي وقاعات خاصة مجهزة بحواسيب إضافة للملحقات من طابعات وماسحات ضوئية وشاشات عرض وأجهزة اسقاط والهدف التعرف على المكونات المادية والبرمجية للحاسب وتنفيذ المشاريع العملية من خلال برامج مختلفة خاصة بالمحاسبة او التصميم ثنائي وثلاثي الابعاد وزيادة المعرفة والاطلاع على آخر مستجدات العلوم من خلال الربط مع شبكات الإنترنت من اجل توسيع أفق ومدارك الطلاب في مجالات الحياة كافة وهذا كله يتبدى من خلال دمج التقانة بالعملية التعليمية من اجل تأسيس جيل من الطلاب واع يتم إعداده كي يكون ركيزة أساسية تقوم عليه الدولة وتنهض.‏

مراكز رائدة في تأهيل وإعداد الكوادر‏

من خلال جهود حثيثة بين وزارة التربية ودائرة المعلوماتية بتربية درعا يتم العمل من خلال تزويد المعاهد ومدارس الثانوية والتعليم الأساسي حلقة ثانية بكل ما تحتاجه من مستلزمات وأجهزة حاسوب للانطلاق من جديد من اجل ربط الواقع النظري للمعلوماتية بالعملي من اجل اعادة تأهيل هذا القطاع من جديد الذي ألحقت به الحرب الدمار الكبير نتيجة ممارسات التنظيمات الإرهابية سياسة التدمير والسرقة مما أدى إلى تراجعه إلى مرحلة الصفر, لكن التصميم والإصرار المتمثل بجهود تربية درعا وتعاون وزارة التربية من خلال تأمين كل احتياجات الجانب المعلوماتي يبشر بالتعافي السريع موازاة بإدراج بعض مدارس الحلقة الاولى من مدارس التعليم الاساسي التي تم اختيارها لتوضع في طور التجربة كي تعمم فيما بعد على باقي مدارس المحافظة.‏

وهذا ما أكدته دائرة المعلوماتية بتربية درعا بأن هناك تحضيرات من اجل تجهيز قاعات حاسوبية بمدارس الثانوية والتعليم الاساسي حلقة ثانية حسب إمكانيات التنفيذ إلى جانب لحظ الحلقة الاولى في مرحلة لاحقة وهذا ما نوه اليه فريد الهواري رئيس دائرة المعلوماتية الذي اكد لنا تسارع وتيرة التنفيذ وذلك بناء على تجاوب مديرية المعلوماتية في وزارة التربية بحيث ضاعفت الكمية المخصصة من الحواسيب للمحافظة وسيتم العمل على توزيعها حسب الأولوية في جاهزية المدارس.‏

وأشار أنه تم تزويد مركز الباسل في مدينة درعا ب/ 13/ جهاز حاسوب ومجمع الصنمين التربوي ب /8/ أجهزة من اجل تجهيز قاعات دمج التقانة بالتعليم للانطلاق بدورات المعلوماتية بعد اختيار المتدربين من اختصاصات المواد العلمية وخاصة ممن يحملون إجازة في الرياضيات من خلال دورات في علوم الحاسوب مدتها عام دراسي ودورات ذات فترات أقصر من اجل زيادة خبراتهم وتاهيلهم كوادر أساسية تعد اللبنة الأساسية كمدربين لمادة المعلوماتية ونهضتها وبشكل دوري من خلال التنسيق بين تربية درعا ودائرة المعلوماتية بالوزارة مبينا أنه تم الإقلاع بهذه الدورات من خلال /48/ متدربا بالتنسيق مع وزارة التربية من اجل رفد المدارس بالخبرات المؤهلة بتدريس مادة المعلوماتية مؤكدا أنه حاليا تجري دورة في مركز الباسل قوامها /11/متدربا والذي يحتوي على ثلاث قاعات نموذجية مجهزة بأحدث الحواسيب حيث يتم كل /9/ أشهر تخريج دورة مع مراعاة التقسيم الجغرافي لمدارس المحافظة عند اختيار المتدربين.‏

دورات مركزية وانطلاقة جديدة‏

تقيم مديرية تربية درعا دورة شبه مركزية بدمشق تم من خلالها تأهيل وتدريب/ 6 /عاملين من دائرة المعلوماتية لتأهليهم كمدربين ومع انطلاق العام الدراسي الجديد 2018 / 2019تم العمل على تدريب عدد من المدرسين ضمن المحافظة فأقيمت دورة لدمج التقانة بالتعليم على مرحلتين كل مرحلة لمدة أسبوعين في مراكز الشهيد الباسل للتدريب التربوي على الحاسوب في مدينة درعا, وفي المجمع التربوي بالصنمين وآخر في ثانوية بنات ازرع وتم اعداد وتحضير وتجهيز القاعات النموذجية مسبقا من اجل هذه الغاية خلال العطلة الصيفية الماضية من قبل دائرة المعلوماتية ومنسق الدمج المحلي في المحافظة وبعدد وصل إلى 50 متدرباً ومتدربة.‏

تعاون مستمر مع الوزارة‏

بعد جولة على مدارس محافظة درعا من قبل المعنيين في تربية درعا للوقوف على واقع المعلوماتية من بناء واثاث وأجهزة حاسوب وملحقاتها تبين أنه مع بداية الحرب تم سحب معظم مقتنيات وأجهزة المعلوماتية حيث تم إيداعها لدى المجمعات التربوية في المدن الكبرى بالمحافظة او لدى الثانويات الصناعية ومستودعات المعلوماتية في منطقة الكاشف بدرعا المدينة.‏

وبين لنا امين مستودع المعلوماتية بتربية درعا «غسان النعيمي «أن اغلب الاجهزة التي تم ايداعها في المستودعات والاماكن المذكورة نهبت وسرقت من قبل المجموعات الارهابية هذا في ريفي درعا الغربي والشرقي ودرعا البلد والمخيم ومنطقة السد منوها أن كل ثانوية تحتوي على قاعة للمعلوماتية إضافة إلى مدارس التعليم الأساسي الحلقة الثانية.. مؤكدا على حجم الخسائر الكبير الذي طال أجهزة المعلوماتية في جميع مدارس المحافظة والتي تقدر بمئات الاجهزة.‏

وقال النعيمي: يتم حاليا وضع دراسة شاملة لجميع مدارس المحافظة لتأمين احتياجاتها ومستلزماتها تباعا وحسب جاهزية المدرسة من السلامة الإنشائية وتوفر التيار الكهربائي عندئذ يتم تزويد القاعة الخاصة بالمعلوماتية بما تحتاجه من عدد من أجهزة الحاسوب بناء على تعداد الطلاب في كل مدرسة وأقلها / 3 /أجهزة واحيانا يتجاوز العدد بكل قاعة/ 10/ حواسيب, ذات مواصفات حديثة تناسب المنهاج المقرر ومواده في جميع المراحل موضحا أنه لكل قاعة معلوماتية امين سر حاسوب يشرف على جاهزية الاجهزة المادية والبرمجية من خلال الصيانة المستمرة وتنزيل كل ما تحتاجه من برامج لزوم العملية التعليمية والمناهج الوزارية هذا إضافة إلى كادر تدريسي مختص.‏

صعوبات العمل وإيجاد الحلول‏

أكد مدير مركز الباسل للتدريب التربوي على الحاسوب أيمن ترك أنه ثمة صعوبات تواجه المركز تمثلت في رفع سقف سن القبول حتى ال 45 عاما من اجل استيعاب أكبر عدد ممكن من المتدربين وعدم فقدان المتدربين للاماكن التي كانوا يدرسون بها بعد الانتهاء من الدورة وحق للمتدربين من الحصول على العطلة الصيفية وعدم الزامهم بالدوام الإداري والسماح لبعض حاملي الإجازات الجامعية للفروع الأدبية باتباع دورة المعلوماتية وعدم اقتصارها على الفروع العلمية وعدم حصر مثل هذه الدورات على المدرسين الذين من داخل الملاك والإسراع في العودة إلى المقر القديم جانب ثانوية الفالوجي من خلال اعادة ترميمه وتأهيله من جديد ولحظ مادة ال /++C/في برنامج الدورة والتي تم إدراجها في منهاج الصف الثامن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية