وقالت إن العلماء الصهاينة يحاولون التعرف إلى جينات خاصة يحملها العرب وذلك لاستخدامها في تخليق فيروسات وبكتيريا خطرة مهندسة وراثياً بحيث لا تهاجم إلا هذه الجينات, وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج القنبلة العرقية يجري داخل معهد (نسن تسيونا) السري قرب تل أبيب, والمتخصص بإنتاج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية, وقد عادت مجلة ساندي تايمز في عدد تشرين الأول 1999 إلى التأكيد على أن الكيان الصهيوني يعزز خطواته العلمية باتجاه القنبلة العرقية.(1)
لم يجر في ذلك الحين تحديد ماهية الفيروس الذي تجري محاولة هندسته وراثياً على النحو الذي يتفق مع هدف الصهاينة في استهداف العرب, ولا ما هو الوسيط الذي سيجري استخدامه في نقل هذا الفيروس, ذلك أن كلمة (قنبلة) المستخدمة في هذا السياق هي كناية أكثر مما هي حقيقة, فالقنبلة قد تتمثل في الفئران والجرذان والطيور أو أي وسيط آخر يمكن استخدامه في نقل العدوى, وبالتالي فإن استخدام هذا السلاح متى أنجز قد يتم دون إعلان للحرب أو تحريك للقوات, وسيبدو وكأنه نشأ نشأة طبيعية, وليس بفعل فاعل وانتقل بفعل عوامل طبيعية, وليس بتدبير خبيث ماكر.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل الفيروس الذي وقع عليه اختيار الصهاينة ليكون (قنبلة إسرائيل العرقية) هو انفلونزا الطيور?
ربما سارع البعض إلى القول: لكن هذا الفيروس إنما ظهر أولاً في شرقي وجنوب شرقي آسيا منذ عام ,2003 ولم ينتقل إلى آسيا الصغرى (تركيا) إلا في عام 2006!.
وهي ملاحظة صحيحة, ولكنها لا تمنع من التفكير أن البدء من تلك المنطقة البعيدة كانت له دوافع منها:
1- اختبار الفيروس في تأثيره على الجينات العرقية الخاصة بالعرق الأصفر الآسيوي, وهو عرق يتميز بدرجة عالية من التخصص, كما أنه -وخاصة في الصين وفيتنام- يشكل القوة المستقبلية الصاعدة في مواجهة التفرد الأميركي بالسيطرة على العالم, ولابد لنا هنا من التذكير أن فيروس الإيدز قد ابتكر ليكون (القنبلة العرقية) ضد السود, ولكن بعد إطلاقه طال بأذاه بعض البيض وإن كان بنسبة أقل.
2- يشكل المجتمع الأندونيسي بالذات حقل اختبار ملائم لتأثير الفيروس على الأعراق بما فيها تلك التي تعود إلى أصول عربية, إذ إن جزءاً مهماً من الشعب الأندونيسي هم من أصول عربية يمنية أو اختلطوا بالتزاوج مع العرب.
3- قد يكون الهدف من اختيار الموقع الآسيوي البعيد لظهور الفيروس هو التمويه على الحقيقة, بلفت الأنظار إلى مكان النشأة البعيد, واعتبار انتقاله بواسطة الطيور مسألة طبيعية.
لكن الانتقال المباشر للفيروس من شرقي آسيا إلى غربها (آسيا الصغرى) جاء في الواقع ليثير علامات استفهام كبيرة, فالطيور أولاً لا تهاجر من شرق آسيا إلى غربها, وإنما تهاجر من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها, وإذا افترضنا الانتقال الأفقي للعدوى بسبب احتكاك طيور كل منطقة بالأخرى, وجب أن نتوقع ظهور حالات للمرض في أراضي الصين والتبت وأفغانستان والهند وباكستان وإيران والقوقاز قبل وصول الفيروس إلى تركيا, وهي مناطق واسعة شاسعة, فكيف قفز الفيروس مثل هذه القفزة?.
عندئذ لابد وأن نفكر في بؤرة شمالية للمرض جاء منها الفيروس, أو زرع فيها الفيروس, وفي توقيت يتفق مع هجرة الطيور من الشمال إلى الجنوب, وقد تكون هذه البؤرة شمال البحر الأسود أو في شرق تركيا, وإذا كان الدكتور جورج خوري مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة قد أوضح أن أسراب الطيور المهاجرة التي تمر بالأراضي السورية ستنتهي في 15 شباط, فإن هذا التحديد يبين أيضاً أن ظهور البؤرة التركية جاء متفقاً مع فترة انتقال الطيور المهاجرة من الشمال إلى الجنوب, بمعنى أن فرضية نقل العدوى إلى المنطقة العربية من خلال أسراب الطيور هذه بالذات هي فرضية قائمة.
ثم إن شبح الخطر لن يحط رحاله في 15 شباط, لأن الطيور المهاجرة جنوباً ستعود لتهاجر نحو الشمال في الصيف القادم, وعلينا مراقبة ما سيحدث في المناطق الجنوبية.
إن ما يضاعف الشكوك حول صلة انفلونزا الطيور هذه ب (قنبلة إسرائيل العرقية) ما أثارته السلطة الفلسطينية حول دفن حوالى 85 ألف دجاجة نافقة في الأراضي الزراعية في الضفة الغربية, وعدم السماح للسلطة الفلسطينية بأخذ عينات منها واختبارها, وما تبع ذلك من ظهور إصابة لشاب عربي في إحدى قرى القدس, ما يعني ظهور بؤرة جديدة للمرض, في الضفة الغربية هذه المرة, وجاء ذلك مترافقاً مع ظهور إصابة في شمال العراق.
وجاء ما نشرته صحيفة (هيرالد تريبيون) الأميركية ليضعنا بشكل جدي أمام شبح (القنبلة العرقية الإسرائيلية) فكما حدث في الماضي مع السنوات العشر التي استلزمها تخليق فيروس الإيدز, قالت إنه بعد سنوات من البحوث الجادة والحثيثة قام العلماء الجامعيون الفيدراليون بالتوصل إلى كيفية إعادة بناء فيروس الانفلونزا.
وأخذت على (هيئة الولايات المتحدة للخدمات الصحية والإنسانية) أنها قامت بعمل (شديد الحماقة وغبي) حين نشرت على شبكة الانترنت المعلومات التفصيلية حول كيفية صنع الفيروس الأخطر من القنبلة الذرية, مبدية الخوف من وقوع هذه المعلومات في أيدي بعض (الإرهابيين), وكأن في وسع الإرهابي الذي لا يملك الخبرة والمختبر أن يستفيد من تلك المعلومات التي باتت متاحة لمعهد (نس تسيونا) ما لم يكن هو من وصل إلى صناعة هذا الفيروس, ومن سعى لدى الهيئة الأميركية لتتصرف تصرف الغبي في نشر المعلومات الدقيقة لتحميل (الإرهابيين) وليس (الإرهابيين الصهاينة) مسؤولية زرع هذا الوباء, وبذلك تضيع المسؤولية ما بين (الغبي) و (الخبيث الإرهابي).
دعونا نقول إنه إذا صح أن الصهاينة هم من زرعوا هذا الفيروس الفتاك, فليس من الضروري أن تظهر له نتائج واسعة بشكل فوري, خاصة وأن اتساع المنطقة العربية, وتباعد أماكن الاستقرار الحضري والريفي -باستثناء بعض المناطق- من شأنها أن تضعف فاعليته, وإذا كان هذا الفيروس مبرمجاً للتعامل مع جينات معينة عند العرب, فإن أضراره لن تقف عند المنطقة العربية, وإنما ستمتد لتشمل الكثير من البلدان التي نعتقد أنها بعيدة, ولكنها ستجد نفسها في قلب المشكلة, إذا تحولت من بؤر صغيرة للخطر إلى وباء يستشري, ثم إن التعامل مع جينات عربية بمعزل عن العرق الأبيض بشكل عام هو أمر بالغ الصعوبة, غير أن الصهاينة رغم ذلك قد يقومون بهذه المغامرة إذا ما كان العلاج وقائياً أو لاحقاً للإصابة متوفراً, ولنتذكر أن اغتيال الرئيس ياسر عرفات تم بسلاح بيولوجي, ومحاولة اغتيال المناضل خالد مشعل تمت بسلاح بيولوجي كان الصهاينة وحدهم من يمتلك سر علاجه.