الأرقش والغجـرية
ملحق ثقافي 2/5/2006 حـنــــــــــا مينــــــــه حلـــــــقة 31 صاح رئيس المحكمة: - الهدوء! الزموا الهدوء! المحكمة تريد ان تتثبت.. -وهل تشك المحكمة بصدق قمْطرة ؟ - تشك أو لا تشك ليس هو الموضوع..
- وما هو الموضوع اذن!؟ نحن نثق بالمحكمة، وبالاصول، لكننا نعرف ان المحاكمات تطول، واصولها لاتنتهي.. فإلى متى نصبر على هذين الخائنين؟ سنعدمها فوراً، لاننا، هنا،كلنا محكمة! صاح الارقش: - لا! لسنا كلنا محكمة! - كلنا مسرح،وانت قلت ذلك.. - حتى في المسرح لايجوز ان نتصرف عشوائياً.. في المسرح كل يؤدي الدور المرسوم له.. -وأين العفوية؟ - العفوية، حتى مع اخذنا بها، لاتعني التسيّب.. هذا الذي تريدون فعله تسيّب،ولن اسمح به.. -نريد ان نسمع رأي الحكيم بشير. قال الحكيم بشير برصانته المعهودة: - ما قاله الارقش اقوله أنا أيضاً ! - نلجأ الى التحكيم اذن.. ومن غير محكمة وقرارات. - التحكيم له اصول أيضاً، وإلا دبّت الفوضى.. اننا ضد الفوضى، ولن نتهاون في امرها.. انتم عطّلتم عمل المحكمة،والمحكمة هي التي ترى ضرورة التحكيم، عندما يكون هناك فريقان مختصمان، ونحن هنا فريق واحد، لذلك تنتفي ضرورة التحكيم، ما رأي المحكمة؟ قال رئيس المحكمة: - للتحكيم اصوله وشروطه، ولايجوز اللجوء الى التحكيم إلا بقرار من المحكمة، وهذا القرار يكون، حين يكون عجز في القدرة على اصدار الحكم، وهذا العجز غير وارد، في مثل الوضع الذي نحن فيه، لذلك تقرر المحكمة، بعد التشاور، رفض التحكيم اولاً، لعدم توفر اركانه، ومعاقبة كل من يتمرد على المحكمة ثانياً، وعدم المساس بالمتهمين، لان كل متهم برىء حتى تثبت ادانته، حسب القاعدة الفقهية، ثالثاً، وتفويض الحرس بالقبض على كل من يخالف قرار المحكمة رابعاً وأخيراً.. قمْطرة تواصل الادلاء بما لديها من معلومات، بعد ان عاد الهدوء، واستتبت الامور، ومن النقطة التي توقفتِ عندها، اي جرح الشادوف في كتفه. قالت قمْطرة: قررت ، ومنذ اللحظة الاولى، ان بقاء الشادوف حياً فيه فائدة، ولكن كيف يمكنني الامساك به حياً؟ قال رئيس المحكمة: - وصقرش؟ أليس معك صقرش؟ - صقرش اختبأ خوفاً، عملها في سرواله حاشاك! هل هذا زواج يصلح لزوجة مثلي!؟ ابتسمت دندنة للمرة الاولى وقالت: - لا والله لايصلح.. انت شجاعة ياقمْطرة! قالت قمْطرة: - ضحك شباط أخيراً !نعيماً ياسيادة النائب العام! شكراً لانك اعترفتِ بانني شجاعة، هذا يعطيني الأمل بأنك لن تطلبي من المحكمة، ان تربط البطّيخة التي بين كتفي بحبل المشنقة! قالت دندنة: - هذه البطيخة غير مطلوبة اصلاً ياقمْطرة! اطمئني! -وهل ترينني قلقة حتى اطمئن؟ انا لي معك حساب، تصفيته خارج المحكمة باذن الله.. ثم مَن أنت؟ أنا التي اقترحتك للجلوس على المقعد الذي تجلسين عليه،و انا من يستطيع سحبه من تحتك ساعة اشاء! ارتفع صوت احد الحاضرين بالضحك وهو يقول: - حلوّة الجلسة ياجماعة، دندنة علقت بلسان قمْطرة ! دق رئيس المحكمة بمطرقته وقال: - تأدب أنت، وإلا ادبتك بالطريقة اللازمة. رد الرجل: - وما هي الطريقة اللازمة ياجناب القاضي؟ تدبر لي تهمة كما يدبر شرطي المرور مخالفة لأجل 52 ليرة؟
|