حبيبتي
ملحق ثقافي 2/5/2006 أمل أبوزامل حبيبتي.. لابأس عليكِ أغمضي عينيكِ الحزينة.. بعثري بعض الألم منها وبثي حزنك العميق هنا في هذهِ القبضة الحمراء التي ترف بين ضلوعي.. لاتصمتي أرجوك..
تكلمي اصرخي.. امتطي جواد السؤال وعاتبيني أو اقتليني .. لكن لا تنكري عليّ ما أحس به نحوك.. لاتنسي أنك حزنُ جدي في بلدةِ اللجوء وألم أمي ولوعة أبي ومولدٌ لم ألد فيه والقلب الذي ينزف بمعزل عن جسدي وحشرجة حلقي وهويتي التي تركتها بين شجر الزيتون . دعيني أتابع النظر إليك ولو في لوحةٍ ترتاح على جدار بيتي علقتها منذ زمنٍ على مسمار في جدار الأيام دعيني أقبل الألم في عينيك.. ورغم قساوة الجليد في الطرقات يذيب حبنا الجليد كالحريق وتلفني ذراعاك كطفل وليد. إن كنتِ صامتة فدعيني أقول: ذات مرة أخذتني الى شاطىء البحر فسرت تُذهلني الزرقة الأبدية الممتدة الى البعيد والاتساع الرائع واخذت أفكر فيكِ كان وجهك البريء يطل بين صفحات الماء يبتسم في وجهي ثم يختفي ويعاود الظهور ثانية في نقطة التقاء الماء بالسماء ثم يلتفت بخفة فيحبس أنفاسي وبقيت أتابع النظر اليك بشغف وصمت وحين تعبت من النظر والمسير ارتميت الى صخرة نصف غارقة فقدت وزنها في حُضن البحر الكبير، وإذا بعيناك تترقرق على صفحة الماء النقية ويترقرق فيها العسل بأقداح الذهب وتخرج منها أطياف حزينة تلفني وتعتصر كبدي ودمعتاك الباهظتان تأبيان النزول من المقل وتخفقان بغصنٍ أخضر وأحجار بناء ودم يملأ الدروب وبنادق عتيقة.. وصغار يتراكضون هلعين وكبار خائفون.. وأعراس نصر ومآتم. وعندما لم أعد أقوى على التفكير فيك حزمت مأساتي في حقيبة سفري الدائم.. وعدت اليك لوحة تستريح على جدار بيتي وجثوت قربك وبكيت..
|