تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فتنة الشرق في لوحات المستشرقين

ملحق ثقافي
2/5/2006
ديب علي حسن

هل الشرق ليالي شهرذاد ومضارب البدو وأساطير الغيلان وبنات الجن.. هل هو بخورٌ وزينة وروائح الهال المنسكب هل الشرق ليالي متعة فقط أم أنه أكثر من ذلك.. كيف رآها الذين شدّوا الرحال إليه من الغرب،

‏‏

تحت تسميات شتّى، رحالّة، مستكشفون يُعنون بدراسة العادات والتقاليد والثقافات ويقدمونها في رؤى لمن يهمه الأمر في البدان التي أتوا منها. هؤلاء الذين هاموا بالشرق كلّ حسب رغبته لم يعودوا خالي الوفاض، بعضهم قدّم مشاهداته في كتب رحلات، وبعضهم الآخر قدّم دراسات نقدية وقام آخرون بأعمال تجارية، وربما كانت الفئة الأكثر ربحاً من بين هؤلاء فئة الفنانين الذين أدركوا سحر جمال الشرق فقاموا بإبداع خلّد ما رأوه فجنوا الكثير من المال، ولكن كيف حدث ذلك، وما تاريخ هذه اللوحات الاستشراقية التي أقيم أول معارضها في (الدوحة) وقد شمل المعرض أكثر من (05) لوحة لاتقدر بثمن؟ بحثاً عن الشرق..‏‏

‏‏

ارتبط فن الاستشراق بمناطق جغرافية ثلاث، وقد كانت منطقة بلاد الشام ومصر وجهة رئيسية للمستشرقين بطبيعة الحال، فهاتان المنطقتان المنبع الأكبر للتاريخ، وقد كانت (الرحلة الكبيرة) رحلة لابدّ لكل رسام من القيام بها لكي يفهم الأصول الفنية، وعادة ما كانت هذه الرحلة تبدأ من روما إلى أثينا ثم القدس ومن ثم إلى سورية ومصر، وقد كانت سمعة السلاطين ولياليهم التي تضاربت فيها الآراء مصدر جذب لهم، وكذلك غنى القصور والأوابد التاريخية، وتشير الدراسات في هذا المجال إلى أن معظم اللوحات الاستشراقية قد رسم في القرن التاسع عشر وقد كانت بالإضافة إلى المطامع المادية عاملاً مساعداً في سياسة التوسع الاستعماري،‏‏

‏‏

ويفسّر هذا الأمر لماذا كان الاستشراق بالذات أسلوباً فرنسياً وإنكليزياً في الرسم، فقد أتاحت مطامع هاتين الدولتين الاستعماريتين دافعاً سمح لكثير من الفنانين والرسامين فرصة اكتشاف الشرق بمدنه وآثاره وأسلوب الحياة الغريب وبعد عام 0781م ومع نشوء وضع سياسي جديد في أوروبا وتحسن وسائل السفر مع التطور السريع في خطوط السكة الحديدية والسفر البحري بالسفن البخارية صارت الرحلة إلى الشرق أهون سبيلاً مما حدا برسّامين آخرين من أمريكا وشرق أوروبا إلى اقتفاء أثر الفرنسيين والبريطانيين. ولابدّ من الاإشارة إلى أن الأحداث التاريخية بدءاً من الحملة الفرنسية على مصر (8971م-1081م) كانت عامل استكشاف علمي وثقافي فقد جاءت الحملة بـ 561 مهندساً وعالماً ورساماً وصدر كتابان همان في أعقاب هذه المغامرة (رحلة إلى مصر السفلى)‏‏

‏‏

للبارون فيفان دينون، والكتاب الشهير (وصف مصر) الذي كان خلاصة العمل المشترك لجميع المساهمين في تلك الحملة ويمكن أن يكون هذا الكتاب واحداً من أروع الكتب التي طبعت على الإطلاق بما حواه من لوحات فخمة ووصف شامل للبلاد. لوحات المعرض..‏

تعليقات الزوار

منصور عمر الشتيوى |  shtewi1939@lttnet.net | 08/05/2006 22:22

فتنة الشرق التى اخذت عقول بعض الرحالة والمستشرقين اتت بآثار ثقافية طيبة ولكنها بنفس الوقت كانت فى اغلبيتها تسجل وتدون وتفسر بل وتؤول ما تشاهد وترى بناء على نظريات ومفاهيم مسبقة طغت عليها ولدرجة انها جاءت لتؤكد ماقاله الاخرون قبلها . وبالتالى عمقت جذور مفاهيم خاطئة آلت فى النهاية الى وضع حجز الزاوية لما نراه اليوم من تعصب وتحامل علينا نحن العرب . والدليل على ذلك امكانية الصاق اي صفة كريهة بالعرب وبجهد بسيط . هذا اضافة الى انه كان ولا زال من يترصد يوتصيد هذه المفاهيم ويضخمها وينشرها لخدمة لمصالح آنية ومستقبلية . ويكاد ان يكون نفس الحال يتكرر اليوم ولكن برحلات وجولات من بعيد . منصور عمر الشتيوى طرابلس - ليبيا

رعد الهلالي |  raad_alhlaly@yahoo.com | 25/11/2007 22:14

ان فن الاستشراق بحد ذاته مدرسة فنيه رائعة وتجربة وثقت الكثير من الامور الاجتماعية والسياسية للعرب خصوصا في افريقا وبالتحديد في الجزائر والمغرب باعتبار هذه البلدان قريبة على البحر , فكانت تعني لهم ارباح وصفقات تجارية بعد ان غرقوا في سحر الشرق واخص بذلك فن الرسم , وهاهي اعمالهم خلدتهم فبارك الله بجهودهم ولمساتهم السحريةز

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية