الادارة الاميركية تبدو وهي تمارس (دبلوماسية الخداع) أشبه بالغريق الذي يتعلق بقشه، متجاهلة أن قشة الإرهاب التي تتعلق وتتشبث بها وتراهن عليها كخيار وحيد وربما أخير في هذه المرحلة الاستثنائية في تاريخ المنطقة والعالم، ربما تغرقها أكثر وأكثر وتدفع بمشروعها الاستعماري الى أعماق المجهول الذي قد يبتلع ما تبقى من رهاناتها وخياراتها وحتى شركائها وأدواتها.
صحيح أن إدارة الرئيس أوباما قد تهدف من وراء سلوكها الحالي الذي يعتمد تقطيع أوصال الزمن لتحقيق هدفين في آن معاً – الأول الاستمرار في استنزاف وابتزاز مختلف الاطراف بمن فيهم :حلفاؤها وشركاؤها وأدواتها،والثاني ترحيل جميع الملفات والقضايا إلى الإدارة القادمة- لكن من السذاجة بمكان أن تعتقد الاخيرة أن سياستها تلك باتت تنطلي على أحد لأنها لطالما أوقعت نفسها في فخ الاقوال والتصريحات الفارغة التي غالبا ما تكسوها بالشعارات البراقة والرنانة بعيداً عن الافعال الجادة والمسؤولة التي تحاكي خطورة وحساسية المرحلة التي تتطلب مواقف حقيقية تترجم الى أفعال تأخذ بعين الاعتبار كارثية المشهد الذي تحول فيه وحش الإرهاب الى محرك أساسي وفاعل في ظل الاصرار الاميركي والغربي على دعمه واحتضانه والدفاع عنه وتبرئته من جرائمه وارهابه.
ستبقى تعهدات واشنطن مجرد ذر للرماد في العيون مالم تقترن بأفعال مسؤولة على الارض تبدأ بفرز وميز التنظيمات المعتدلة (إن وجدت) من التنظيمات الإرهابية،ثم بدفع عجلة الحل السياسي التي لا تزال تعترض طريقها بمواقفها وسياساتها المعرقلة، وصولا الى محاربة الارهاب بشكل حقيقي وجاد دون زيف وخداع ومواربة قبل ان تَغرق وتُغرق الجميع معها.