بل جعلتهم تلك الممارسات الإجرامية أكثر تصميماً وصموداً في وجه أعتى حرب كونية تتعرض لها البلاد لأنهم مؤمنون بحتمية الانتصارات التي يسطرها بواسل الجيش العربي السوري والقوى الحليفة في حربه ضد الإرهاب على كامل جغرافية الوطن...
في سبيل عزة وكرامة الوطن والمواطن تحمل أبناء حلب العطش وحرمانهم قطرة الماء التي ربما تنقذ حياة طفل أو امرأة عجوز أو شيخ مسن، حيث عمدت العصابات المجرمة إلى السيطرة على محطات الضخ في منطقة سليمان الحلبي المصدر الرئيسي لضخ المياه لأحياء المدينة كافة، في محاولة منها لإعدام أهالي حلب بشكل بطيء، وباتت تلك العصابات تتحكم بتشغيل المحطة أو إيقافها حسب أهواء « المتزعم الإرهابي » ذاك القزم الشيطاني.
وآخر محاولة قامت بها تلك العصابات المجرمة هي القطع المتعمد للمياه من محطات الضخ في سليمان الحلبي منذ يوم الجمعة الماضي ومنع مؤسسة المياه من إدخال المازوت لتشغيل المحطات في ظل انقطاع الكهرباء، وكل ذلك في إطار الحرب المجنونة التي تشنها العصابات التكفيرية...
في مواجهة ذلك كله كانت إرادة الحياة لدى المواطن الحلبي والجهات الخدمية أقوى، حيث عمدت مباشرة مؤسسة المياه وبتوجيه من وزارة الموارد المائية إلى حفر الآبار في أحياء المدينة وفق خارطة تلبي كامل المساحة...
وبحسب ما ذكر المهندس مصطفى ملحيس مدير عام مؤسسة المياه بحلب في حديثه الخاص لصحيفة الثورة فإن الآبار الجاهزة والعاملة تبلغ نحو /550/ بئراً...
وأشار ملحيس إلى أن المؤسسة قامت بتركيب / 400 / خزان موزعة في الأحياء يتم تعبئتها بمياه الآبار بواسطة صهاريج المؤسسة، من أجل تأمين المياه للمواطنين، إضافة إلى وجود / 1500 / صهريج للقطاع الخاص يتم من خلالها تزويد المواطنين بمياه الشرب وفق تعرفة صادرة عن المكتب التنفيذي لمحافظة حلب..
ورداً على سؤال حول إمكانية وصل الآبار بالشبكة أوضح مدير عام المؤسسة أنه يتم العمل وفق هذه الآلية تبعاً للحالة الفنية للشبكة في كل حي وقد تمت المباشرة ببعض الأحياء كتجربة أولى في قسم من أحياء / كلية الهندسة – حلب الجديدة – الشهباء / وهنالك محاولات جادة لتعميم هذه التجربة على بقية الأحياء في المدينة...