وأكد لافروف في مقابلة مع صحيفة كومسومولكايا برافدا الروسية أمس أن القوات الجوية الروسية ستضرب أي مجموعة لن تنفصل عن إرهابيي «جبهة النصرة» قبل نهاية الموعد المحدد.
وقال لافروف «إن الأمريكيين طلبوا منا تمديد المهلة عدة أيام قبل سريان الخطة التي أعلنا عنها سابقا والتي سيصبح وفقها كل من لم ينضم لوقف الاعمال القتالية هدفا مشروعا بغض النظر عما إذا كان مدرجا على قوائم الإرهابيين أم لا وذلك لكي يقدموا ردهم حيث تنتهي هذه المهلة الإضافية هذا الأسبوع».
وأشار لافروف إلى أن المماطلة في تحديد موعد الجولة القادمة من المحادثات السورية في جنيف سببها وفد «معارضة الرياض».
كما أوضح لافروف أن روسيا تحولت إلى مركز قوة حقيقي في الشرق الأوسط وأن القوات الجوية والفضائية الروسية تمكنت خلال الأشهر الأولى من عمليتها في سورية من إحداث نقلة نوعية للوضع الميداني وقال «تمكنا خلال الأشهر الأولى من عمليتنا العسكرية في سورية من إحداث نقلة نوعية فعلية للوضع ويعترف بذلك الجميع ومن الواضح أن هناك رغبة في إيقاف هذه العملية أو تحويلها في الاتجاه المعاكس».
وأشار لافروف إلى أنه «خلال إحدى مكالماته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الأمريكي جون كيري توجه اليه بسؤال لماذا توقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عمليا عن استهداف الإرهابيين في سورية ولماذا يقف مكتوف اليدين ولا يفعل شيئا لإيقاف تدفقات النفط المهرب إلى تركيا» كاشفا أن كيري كرر له المبررات العادية انطلاقا من منطق غريب مفاده بأن مواقع الإرهابيين مختلطة بمواقع من يسمونهم /الأخيار/ وانه لا يجوز استهدافهم».
كما جدد لافروف استعداد روسيا لمواصلة الرد على خطوات الغرب التي تعتبرها موسكو خطيرة بالنسبة لها بما في ذلك التوسع العسكري لحلف الناتو وأن الدول الغربية تمارس سياسة ممنهجة لردع روسيا ولمنع عمليات التكامل الأوراسية.
من جهة ثانية دعا لافروف النظام التركي إلى الاعتذار عن إسقاط القاذفة الروسية فوق الأراضي السورية قبل بدء الحديث عن تطبيع العلاقات بين الطرفين مشيرا إلى ان روسيا لا تعتزم التقدم أولا بمبادرة حول التطبيع ولكنها مستعدة للنظر في الطلب التركي بهذا الشأن.
وقال لافروف.. «إنهم يعانون بشدة لذا يحاولون عبر قنوات مغلقة مختلفة أن يزحفوا إلينا ويقترحوا تشكيل لجان ما ونحن لم نتحدث أبدا أننا سنمد لتركيا غصن الزيتون أو أي غصن آخر وقلنا ان على تركيا أن تعتذر وأن تعوض الخسائر وبعدها مستعدون للنظر في طلب تركيا ولكن عليها أن تفعل أولا ما يجب فعله».
وجدد وزير الخارجية الروسي مطالبة النظام التركي بسحب قواته من شمال العراق مشيرا إلى أن تصرفاته غير مقبولة على الإطلاق ويجب على الدول الغربية ان تبدي المزيد من الاهتمام بهذا الخرق لسيادة العراق.
واستبعد لافروف خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة لأن دول العالم ما زالت تتذكر جيدا فظائع الحرب العالمية الثانية مجددا استعداد روسيا لمواصلة الرد على خطوات الغرب الخطيرة على الأمن الروسي بما في ذلك التوسع العسكري لحلف الناتو شرقا.
وأشار لافروف إلى أن موعد رفع العقوبات الغربية عن روسيا غير مهم معتبرا أن تلك القيود الاقتصادية الغربية باتت تستخدمها روسيا كي تزيد من أمن اقتصادها وتنويع مصادره.
وأكد لافروف أن روسيا لن تعطي جزر الكوريل إلى اليابان ولن تتسول معاهدة سلام معها مشيرا إلى أن روسيا كدولة عظمى ذات مسؤولية وكخلف للاتحاد السوفييتي متمسكة بالتزاماتها بما فيها اتفاقية عام 1956 السوفييتية اليابانية التي صادق عليها برلمان الاتحاد السوفييتي والبرلمان الياباني.
وقال لافروف «إن هذه الاتفاقية تقول إن الطرفين ملزمان بتوقيع معاهدة سلام وبعد ذلك يمكن النظر في مسألة ان كان الاتحاد السوفييتي وكمبادرة حسن نية سيسلم جزيرة شيكوتان وارخبيل هابوماي».
وفي ملف الأزمة الأوكرانية أكد لافروف أن بلاده لا تتخلى عن إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا وأنها تواصل دعمه بشتى الطرق ومساعدته إنسانيا واقتصاديا.
واعتبر لافروف أن ما تقترحه سلطات كييف لإدخال قوات دولية إلى دونباس غير مذكور في اتفاقيات مينسك مشيرا إلى أن سكان وسلطات الاقليم لن يوافقوا على ذلك.
كومويدوف: روسيا لن تتأخر في
توجيه ضربات لإرهابيي «النصرة»
في سياق متصل أعلن الأميرال فلاديمير كومويدوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي قائد أسطول البحر الأسود الروسي سابقا أن روسيا لن تتأخر في ضرب إرهابيي «جبهة النصرة» في سورية قبل أن تتفاقم الاوضاع جراء تقاعس بعض القوى عن الاتفاق مع موسكو لقصف مواقع الإرهابيين في سورية.
وقال الأميرال كومويدوف خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن «حلول ساعة الصفر أمر لابد منه لأن أي تأخير قد يؤدي إلى تفاقم الوضع».
وأضاف الأميرال كومويدوف إنه «إذا كان الأميركيون لا يرغبون في تقديم الدعم لنا للعمل معا فإنني أعتقد أن روسيا ستقصف مواقع جبهة النصرة بهدف تقديم الدعم للقوات السورية».
أوماخانوف: تشتت المواقف الدولية
في مكافحة الإرهاب يخدم المتطرفين
في الغضون قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل معا لمكافحة الإرهاب لأن تشتت المواقف الدولية يصب فقط في صالح المتطرفين.
وأضاف أوماخانوف في كلمة له أمام المؤتمر الدولي الذي عقد أمس في العاصمة الكازاخستانية أستانة تحت عنوان «الدين ضد الإرهاب» «إن روسيا تدرك الحاجة إلى توحيد جهود جميع القوى في المجتمع العالمي وخصوصا أن الإرهابيين يجدون لغة مشتركة فيما بينهم بصورة أسرع وأسهل من السياسيين وفي الواقع إنهم يشكلون اتحادا دوليا ولذلك فإننا قلقون بصراحة من أن بعضا من شركائنا لا يرفضون فقط تحت ذريعة العقوبات ضد روسيا المبادرات التي تقدمها بلادنا وإنما يعملون في الآونة الأخيرة على تعطيل كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا في مجال مكافحة الإرهاب».
وأشار البرلماني الروسي إلى «أن التشتت الحاصل وانعدام التنسيق بين الدول هو لصالح الإرهابيين ويجعلنا جميعا خاسرين في المعركة معهم» لافتا في الوقت نفسه إلى «أنه لا يمكن في الوقت الحاضر وضع معايير دولية محددة لتعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية».
وأكد أوماخانوف «أن بين اللاجئين والمهاجرين توجد مشكلة ما يسمى بـ «الخلايا النائمة» للارهابيين والمتطرفين ولكن ينبغي ألا نرى في كل مهاجر أو لاجئ من هؤلاء إرهابيا أو متطرفا محتملا» مبينا «أن أمامنا طريقا طويلا وشاقا في الحرب ضد الإرهاب وأنه ينبغي علينا كساسة وقادة روحيين وخبراء وإعلاميين أن نجتاز هذا الطريق معا».
وشدد أوماخانوف على أن «روسيا تعمل بقوة وثبات في المعركة ضد الإرهاب وإذا اضطرت لاستخدام القوة ستستخدمها ضد أوكار الإرهابيين في اي مكان».