ضمت مجموعة من الخبراء، لمناقشة ما حققته مبادرة شباب الشرق الأوسط في السابق، ووضع جدول أعمال جديد بخصوص الدراسات المستقبلية لقضايا الشباب. وذلك بهدف تحديد الأولويات الجديدة الخاصة بوضع السياسات والأبحاث المتعلقة بالشباب في منطقتنا، وقد استضاف المعهد الدانماركي اللقاء وعلى مدى يومين الأسبوع الماضي.
حضر الاجتماع، بالإضافة إلى الجهات المنظِّمة، باحثون وخبراء من أهم المؤسسات الدولية والإقليمية كالبنك الدولي، ومجلس السكان، وعدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، فضلاً عن ممثلين لعدد من أبرز الجامعات في الولايات المتحدة والمنطقة.
واستطاع اللقاء تحقيق إجماع حول القضايا والموضوعات الأساسية التي تحتاج للمزيد من الدراسة والبحث، وتحديد الأولويات وأدوات السياسة الجديدة، إضافة إلى الاتفاق على التواصل مع المستفيدين وتفعيل دور المساهمين الأساسيين في بلدان المنطقة بمن فيهم حكومات المنطقة، ومراكز الأبحاث، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني وشبكات التنمية.
يذكر أن مباردة شباب الشرق الأوسط بحثت منذ انطلاقتها سنة 2006 كيفية تفاعل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية مع حياة شباب المنطقة. كما أصدرت مجموعة مهمة من الأبحاث حول وضع الشباب في منطقة الشرق الأوسط، والتي جمعها كتاب واحد بعنوان « جيل الانتظار ».. الوعد الذي لم يتحقق لشباب الشرق الأوسط» ، وقد دخلت مؤخراً كشريك مع مؤسسة «صلتك» في مشروع (تقييم) والذي أطلق سلسة من الدراسات لتقييم أثر برامج الشباب في اليمن، ووثّق واقع وضع الريادة الاجتماعية والاستثمار الاجتماعي في الشرق الأوسط.
وقال الدكتور طارق يوسف عميد كلية دبي للإدارة الحكومية وهو باحث أول وزميل غير مقيم في مركز ولفينسون: «من خلال عملنا في مبادرة شباب الشرق الأوسط استطعنا تشكيل شبكة من الخبراء الإقليميين والمفكرين الذين يشاركوننا الالتزام بتحقيق التنمية الاقتصادية التي تخص الشباب وتعود عليهم بالفائدة في المنطقة». وفيما يتعلق بالضغوطات المتزايدة التي يواجهها المسؤولون حيال دمج الشباب في استراتيجياتهم التنموية، أضاف يوسف: « أرى أن مبادرة شباب الشرق الأوسط ستواصل بناء الخبرات المحلية والإقليمية والعالمية اعتماداً على النواحي الاقتصادية والسكانية من أجل التأثير في السياسات المستقبلية ودعمها بالمزيد من المعلومات».
ويقول الدكتور نادر القباني، مدير مركز الأبحاث التنموية في الأمانة السورية للتنمية والذي أشرف سابقاً على دراستين لمبادرة شباب الشرق الأوسط حول الشباب السوري، الأولى بعنوان: «لمَ يفضل الشباب السوري العمل في القطاع العام؟» وأطلقتها الأمانة في آذار 2009، والثانية دراسة عن دمج الشباب في سورية، والموجودة في كتاب «جيل الانتظار»: استفدنا كثيراً من تبادل الأفكار والعمل مع الزملاء في مبادرة شباب الشرق الأوسط وخاصة من خلال الجهود التي بذلناها لدراسة التطور الاقتصادي – الاجتماعي للشباب في سورية، ويضيف: « قامت المبادرة بإشراك مجموعة مميزة من الخبراء والباحثين في تلك القضية، كما ساهمت بتزويد النقاشات الخاصة وأصحاب القرار في دول المنطقة بالمعلومات والبيانات المهمة». وعن هذا اللقاء يختم قباني قوله: «استضافة هذا اللقاء شرف كبير لنا، ونتطلع للمشاركة في مراحل البحث واللقاءات القادمة لمبادرة شباب الشرق الأوسط».
ومن جهتها، أكدت السيدة سمانثا كونستانت مديرة مبادرة شباب الشرق الأوسط في مركز ولفينسون للتنمية بمعهد بروكنغز أن الجهود الجماعية لممثلي المؤسسات دولياً وإقليمياً تشكل الأساس في تطوير أجندة قضايا الشباب ودفعها للأمام، كما قالت سمانثا: «عملنا خلال السنوات الماضية على وضع الدراسات المطلوبة حول تجارب انتقال الشباب من مرحلة التعليم إلى مرحلة العمل وتأسيس أسرة. وهناك الكثير من الأمور التي يجب تحقيقها كي نتمكن من فهم هذه القضية والعمل مع شركاء وباحثين جدد. واختتمت سمانثا بالقول: «لا يمكنني أن أتصور مكاناً مميزاً لنناقش فيه أولويات الجيل القادم أفضل من هذا المعلم التاريخي الجميل الذي يحمل اسم دمشق».