تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أحرف جنيف النافرة

البقعة الساخنة
الاثنين 23-12-2013
 عزة شتيوي

الأمور في خواتيمها وخلاصة جنيف في عنوانه مكافحة الإرهاب، بين هاتين المتقابلتين تدور الرهانات على المؤتمر الدولي حول سورية في سويسرا، وبين هاتين العبارتين أيضاً قد نستخلص ما هو أكثر دقة مما سبق.

تحضيرات انعقاد جنيف لا تختلف عن ما بعده. إن لم تكن أكثر فعالية وإن لم تكلف جهداً سياسياً عالمياً تنفس الصعداء في أكثر من منعطف وأكثر من مطب تخلخلت فيه واشنطن، حتى احتاجت لمن يجرها دبلوماسياً إلى مخارج ليست على قياس حساباتها لكنها أحلى مراراتها...‏

جنيف بملامح انعقاده يكاد ينضح بما فيه، كل يراوح في دوره، بدءاً من أميركا حتى السعودية التي اتكأت على عنفها واستثمرت إرهابها إلى أبعد حدود الاستثمار في الميدان السوري، فحظيت بدعوة إلى المؤتمر علّ وعسى المملكة تحظى بوجود سياسي على الخريطة الدولية الجديدة، وعلى الرغم من أن واشنطن لا تبدو على قناعة كاملة بإنجازات آل سعود الإرهابية التي لم تثمر على امتداد أكثر من سنتين من عمر الأزمة، إلا أنها مستمرة في فتح الطريق للسعودية على مبدأ إن لن تصب اليد الإرهابية فإنها حتماً ستترك آثارها، وأي آثر إن لم يكن في مصلحة واشنطن فإنه حتماً لن يمسها بمفردها.‏

طالما أنها اختارت المجاوفة على طريقة آل سعود في حرق المنطقة بالإرهاب فإما أن يقضى عليه وإما أن تقضي على الحلول السياسية، فلا ضير بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية طالما أنها تحتفظ بعقودها القديمة مع الإرهاب، وطالما أنها تحافظ على الحبل السري الممتد من الامبريالية إلى الوهابية. وإن كلفها ذلك أن تبدل الاستراتيجيات بسياسة كفاف الموقف.‏

ليس غريباً غياب إيران عن طاولة جنيف ما دام الهدف جلب السعودية إلى افتتاحه، وطالما أن المؤتمر كما أعلن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عملية مستمرة.‏

طهران ستحضر وإن جاءت متأخرة بالتوقيت وليس بالدور، ففعالية الجمهورية الإسلامية قائمة في عملية المؤتمر الدولي حول سورية منذ بدايات الدعوة له ومن يبتعد عن اعترافاته وتصريحاته السياسية عن الإقرار في هذا فهو يقرأ تداعيات جنيف ولا يلفظها، وهذا هو حال الغرب هذه الأيام الذي تلعثم في قراءة خواتيم جنيف من عنوانها، فأحرف بيان ختام المؤتمر الدولي نافرة في عنوانه، وإن تعاموا عن القراءة، فأين تهرب واشنطن من اللمس؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية