وبين الأهداف التي يريدها الحلف الاستعماري تقسيم المنطقة طائفياً وقوميا، وإذا فشل الأمر، وهو يمنى بالفشل، فهي تشترط لوقف عدوانها الإرهابي حلولاً سياسية بإشراك أشخاص من أعوانها، على الطريقة اللبنانية، بزجهم في الحكومة السورية وغيرها من الحكومات العربية، على أن يكون كل واحد منهم يمثل مكوناً ما لتأمين مصالحها وفرملة مقاومة إسرائيل، كي تفقد أي حكومة بهذا النحو استقلال بلادها والإبقاء على المجادلات السياسية في البلد الواحد، وإهمال شؤون الناس، وإبقاء المنطقة في حالة ضعف دائم.
ولولا إرهابيي الناتو وعدوانه بالوكالة ما كانت لتتغلغل الأزمات في المنطقة، وقد تبنى الغرب الإرهاب في أفغانستان في بداية الثمانينيات، ولاحقاً في عام 2006 ظهرت داعش في العراق وتحت الإشراف الأميركي ولم يقوموا بمكافحتها، كل هذه الأمور مع بعضها هي التي جعلت الظروف مهيأة لبث الفوضى بدعم غربي وبأموال خليجية وبدعم لوجيستي تركي لإقامة سلطنات إخوانية من المحيط الأطلسي إلى شرق المتوسط وهذا الأمر قد فشل بجهود جيشنا البطل الذي شكل الترياق لكل إرهاب داعش والنصرة.
ويكذب المسؤولون الأميركيون عندما يقولون إن القضاء على تنظيم «داعش» لا يزال أولوية للولايات المتحدة، إلى جانب «التسوية السياسية» التي يريدونها على المقياس الصهيوني ولا سيما أن تل أبيب تستغل معاناة لاجئي سورية باللعب على الأوتار نفسها أيضاً.
سورية بلد متنوع عرقياً وطائفياً ولا شيء يمنع الحوار بين كل مكوناتها تحت سقف السيادة والاستقلال وبحيث لا يمس وحدة سورية وحرية المواطنين والتنوّع، وتحت سقف الدستور لأن أي تبديل فيه بحاجة إلى حوار وطني، ولا يقرره أي طرف دولي خارجي. وذلك حفاظأً على حرية هذا التنوّع بكل مقاييسه وأنواعه.