تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللاجئون السوريون ودموع تماسيح الغرب

متابعات سياسية
الأحد 20 -9-2015
 محرز العلي

تمعن الدول الأوروبية الاستعمارية في أعمالها العدوانية تجاه شعوب المنطقة العربية عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية التكفيرية

التي شكلت في الأحداث الإجرامية التي تشهدها المنطقة الذراع العسكرية لهذه الدول التي تحاول العودة إلى عهد الانتداب والاستعمار والهيمنة على شعوب المنطقة وذلك عبر زرع بذور الفتنة المذهبية والطائفية ونشر الإرهاب ليكون الذريعة فيما بعد للتدخل في شؤون الدول ذات السيادة.‏

السياسة العدوانية الأميركية والأوروبية التي تنتهجها كان من تداعياتها خلق المعاناة الإنسانية للشعوب العربية عموما وللشعب السوري والعراقي على وجه الخصوص وما تشهده الدول الأوروبية من طوفان وموجات المهاجرين تتحمل مسؤوليته تلك الدول التي صنعت التنظيمات الإرهابية ومدتها بكل عناصر القوة وادوات القتل والتدمير وشجعتها على ارتكاب المجازر والجرائم التي يندى لها جبين البشرية من قسوتها وفظاعتها ووحشيتها في محاولة لنشر الرعب والخوف وإثارة الفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير البنى التحتية للدولة السورية على وجه الخصوص وهذا ما أدى إلى تهجير معظم المواطنين السوريين من المناطق التي تسلل إليها الإرهابيون المجرمون إلى مناطق واقعة تحت سيطرة الدولة السورية ومنهم من اضطر إلى اللجوء إلى خارج سورية نحو دول الجوار والدول الأوروبية.‏

الدول الأوروبية لم تترك وسيلة عدوانية إلا واستخدمتها ضد الشعب السوري الأمر الذي زاد من معاناة السوريين وضيق عليهم سبل العيش في محاولة للضغط على الدولة السورية ودفعها للخضوع إلى الاملاءات والشروط الاستعمارية ومن هذه الوسائل على سبيل المثال لا الحصر فقد فرضت الدول الأوروبية عقوبات اقتصادية طالت المواد الغذائية والنفطية وحتى الأدوية وذلك تحت شعارات وحجج تضليلية لتبرر أعمالها الإجرامية بحق السوريين وهذا بالضرورة ساهم بشكل كبير في البحث عن طرق للمعيشة ودفعت بعدد كبير للهجرة بحثا عن الأمن وتحسين الظروف المعيشية وبالتالي فإن التباكي الأوروبي على المهجرين السوريين هو أشبه بدموع التماسيح التي تنهمر بغزارة عند الهجوم على فريسته وهو تماما ما تقوم به الدول الأوروبية التي تسعى من خلال دعم الإرهاب ونشر الفوضى وفرض العقوبات على الشعب السوري إفراغ سورية من عناصر قوتها وبالتالي إضعافها لتحقيق أجندتها العدوانية التي تخدم بالدرجة الأولى أمن ومصالح الكيان الصهيوني على حساب أمن ومصالح الشعب السوري.‏

الأعمال الإجرامية بحق السوريين ودفعهم للهجرة خارج سورية له أهداف عدوانية أخرى منها محاولة تضليل الرأي العام الأوروبي أن هؤلاء غادروا بلادهم نتيجة هربهم من الحروب والصراعات الداخلية لتكون مبررا وذريعة من أجل كسب الرأي العام في محاولة مسؤولي تلك الدول الاستعمارية للتدخل في شؤون الدول متناسين أن تلك الخدع لم تعد تنطلي على المجتمع الأوروبي الذي يعلم تماما أن السوريين وقبل بدء العدوان على سورية كانوا يعيشون في حالة من الأمن والأمان تفتقرها حتى الدول الأوروبية وكانت معدلات الهجرة من سورية معدومة تقريبا مقارنة مع ما يحصل الآن.‏

كما أن المجتمع الأوروبي الذي تحاول تضليله وسائل الإعلام الغربية الخاضعة لهيمنة الصهيونية العالمية والقوى الاستعمارية الأوروبية بدأ يدرك المعايير المزدوجة التي تنتهجها حكوماته حيث لم يعد مقبولا التباكي على من يموتون غرقا من السوريين وهي بالتأكيد حوادث مؤلمة ومحزنة نتيجة السياسات الخاطئة للدول الأوروبية وتبرير قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير الحضارة الإنسانية بسلاح التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم العسكري واللوجستي من قبل الولايات المتحدة الأميركية والحكومات الغربية وعملائهم من ملوك ومشايخ وأمراء البترودولار وحكومة العدالة والتنمية الإخوانية في تركيا وبالتالي فإن أساليب الخداع وازدواجية المعايير التي تنتهجها الدول الغربية حيال موضوع اللاجئين السوريين ومكافحة الإرهاب باتت مكشوفة للشعب الأوروبي وللعالم أجمع حيث شهدت بعض العواصم مظاهرات احتجاجا على سياسات هذه الحكومات وتعالت أصوات بعض القوى السياسية التي تطالب بتغيير هذه السياسات الخاطئة تجاه دول المنطقة عموما وسورية على وجه الخصوص.‏

ما تقوم به الدول الغربية التي تدور في فلك السياسة الصهيو أميركية من تباكٍ على اللاجئين السوريين وهي في حقيقة الأمر من ساهمت بشكل مباشر في هذه المعاناة التي يعيشها الشعب السوري يتطلب بالضرورة من القوى السياسية المحبة للسلام والتي تحترم حقوق الإنسان ومن المجتمع الأوروبي الضغط على هذه الدول لوقف دعمها للإرهاب والعمل على معالجة أسباب تدفق اللاجئين من خلال وقف دعم إرهاب التنظيمات التكفيرية الإرهابية وتجفيف منابعها والمساهمة بإيجاد آليات لوقف العدوان على الشعب السوري وتشجيع الحوار السوري السوري الذي من شأنه تجاوز الأزمة المفتعلة وتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبله بعيدا عن التدخل في شؤونه الداخلية وفي ذلك ضمان للأمن والاستقرار في المنطقة ووقف تدفق اللاجئين الهاربين من إرهاب التكفيريين الوهابيين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية