تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا تسمحوا لبعضكم أن يؤثر سلباً على أكثركم!

شباب
الأحد 20 -9-2015
غـانـم مـحـمـد

الحياة أكثر من موقف وأنبل من إشباع حاجات ورغبات ولا تأخذ معناها الحقيقي إلا إذا أُشبعت قيماً وثقافات تسدّ الثغرات التي تحدثها الأزمات والمتاعب والمواقف الصعبة..

قبل هذه الأزمة كنا نتمنى أن يقوم كل فرد منا ولو بـ50% من الدور المطلوب منه أما وقد عجنتنا التقلبات فإن كلاً منا مطالب بأكثر من 10% زيادة على ما هو مطلوب منه لأن النزف موجود ويجب تعويض ما يُهدر هنا أو يضيع هناك، وما لم يتم هذا الأمر تلقائياً لا نستحق صفة المواطنة...‏

يستطيع كلّ منا أن يلعب دوراً توعوياً ولو على نطاق أسرته، فالمجتمع في النهاية هو مجموع هذه الأسر، وعندما تصلح الأسرة ويستقيم حالها يصلح المجتمع ويستقيم، والمسألة ليست صعبة وليست عيباً وأن تفرض على نفسك تنظيف بضعة أمتار مربعة حول بيتك وتكرر ذلك أكثر من مرة ستجبر غيرك على تقليدك والنتيجة نظافة عامة كلنا نبحث عنها وأقلنا يسعى جاداً إليها، حتى إذا افترضنا جدلاً أن البلديات مقصّرة وأن عمالها الذين يقبضون رواتبهم هم المطالبون وحدهم بهذا العمل لكنهم لا يفعلون ذلك هل نترك حاراتنا دون تنظيف وتعربد فيها تلال القمامة بشكل مقرف؟‏

نسوق هذه المقدمة لنستأذن وعي أبنائنا الذين يعيشون الأيام الأولى في مدارسهم وجامعاتهم، هذه الصروح التعليمية التي بنيناها بالعرق وبالدم هي التي قادتنا إلى حياتنا العملية وستقودهم أيضاً إلى حياتهم المستقبلية وهذا يفرض عليهم الكثير من الوعي لأهميتها ولقيمتها وليحافظوا عليها لأبنائهم كما انتقلت منّا إليهم.. أثاث المدرسة أمانة بين أيديكم، نظافتها مسؤوليتكم ومرآة لكم، المظاهر السلبية التي تشوّه فرحكم مرفوضة، لا تسمحوا لبعضكم أن يؤثر سلباً على أكثركم ورحلة العام الدراسي الجديد بحاجة لكل ساعة فيه فلا تهدروا أي دقيقة لأسباب مختلقة فتندمون عليها لاحقاً.. ما يحدث هو أن الأسبوع الأول من المدرسة وأحياناً أكثر يذهب سدى ما بين استلام كتب وانتظام برنامج وكأن الأسبوع الإداري لم يكن!‏

نتمنى للجميع عاماً دراسياً يُتوَّج بالنجاح ونتمنى أيضاً أن تحضر مبادرات التوعية ضمن العام الدراسي وأن يكون الأهل شركاء في العملية التربوية وأن يتعاون المجتمع الأهلي في التصدي لأبشع سلوك نتابعه خلال العام الدراسي وهو تجمّع الأشخاص والدراجات النارية أمام مداخل المدارس و»قلة الأدب» في بعض الأحيان وأن تأخذ السلطات المحلية «الشرطة» دورها في قمع هذه التصرفات المزعجة.‏

لا نتحدث عن هذا الأمر وكأنه ظاهرة عامة على الإطلاق ولكن كلما كان بياض الثوب ناصعاً كلما زاد وضوح أي بقعة سوداء صغيرة عليه وهذا ما يدفعنا لتكرار مثل هذا الكلام سنوياً مع الإشارة إلى أن «المشاكسين» هم أنفسهم تقريباً، ولا بأس هنا أن «نخجّل» هؤلاء المشاكسين على حسابهم كما يقال وتحويلهم من سلبيين إلى مؤثرين إيجابيين على من يقضي نصف نهاره حول سور المدرسة وفي الشوارع القريبة منها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية