سنعاود السؤال مرة جديدة وفي القلب غصات وغصات لا تزال تنتظر دورها بالوصول وقد أرهقها الانتظار الطويل وسط ذلك الزحام الهائل من الآلام والأحزان.
ماذا حصل لنا ؟.. ولماذا كل هذا النزوع الجارف إلى اليأس والإحباط ؟.. ألم تفرغ جعبتنا بعد من تلك السهام السامة التي لا تزال نرمي بها آمالنا وأحلامنا وثقتنا الكبيرة بالله عز و جل .. ألم تفرغ جعبتنا بعد من سهام الحقد والغدر والخيانة التي لا نزال نرمي بها بعضنا البعض والتي لا نزال نطعن بها الوطن بكل إصرار و تصميم وتسليم بالأمر الواقع.
ماذا حصل لنا؟ .. سؤال تعبنا من ترداده إلى درجة اليأس من العثور على إجابة.. ولكن لا سبيل لنا إلا بالبحث عن إجابة تشفي جراحاتنا و أوجاعنا وتطفئ حرائقنا التي اشعلناها في جسد الوطن وأجسادنا .. إجابة نروي بها ظمأنا قبل أن يصل الجفاف إلى جذورنا التي لا تزال رغم كل هذا اليباس واليباب الذي يجتاح كل ما هو جميل فينا ندية وفياضة بالأصالة والوطنية ومشاعر المحبة والإخاء كنبع ثر ينتظر وقد جثمت على صدره صخرة عملاقة من يقتلعها ويحركها من مكانها حتى ترتد إليه الحياة وتعود إليه أنفاسه.
ماذا حصل لنا؟ .. سنبقى نعاود السؤال مرة تلو المرة حتى نعثر على إجابة نهرع إليها من خوفنا وحزننا وشقائنا الطويل، إجابة واضحة وشجاعة تنهي معها هذا الجدل الذي يكبر ويكبر بين الناس، إجابة تكون فاتحة لوضع أولى خطواتنا على الطريق الصحيح علنا نرجع قبل أن يجرفنا التيار ونَضيع ونَتُوه في دروب الهلاك البعيدة التي ليس لها بداية ولا نهاية.