حرب الولايات المتحدة المزعومة وحلفائها على «داعش» في العراق بدأت فعليا في 19 أيلول عام 2014 ، فيما انطلقت الغارات على مواقع تنظيم «داعش» في سورية في 22 ايلول من نفس العام، واستخدمت فيها مئات الطائرات المقاتلة والتجسسية والصواريخ المجنحة إضافة إلى الأقمار الاصطناعية وأحدث تقنيات الرصد.
حشدت واشنطن تحالفا يمكن القول إنه الأكبر في التاريخ ضد « داعش « ورصدت لحربها ضده 3.5 مليارات دولار من ميزانيتها الحربية البالغة 650 مليارا، ونشرت المئات من جنودها وخبرائها في الدول المجاورة، وكان لسلاحها الجوي النصيب الأكبر من عمليات القصف الجوي في البلدين ، ومع ذلك لم يؤد ذلك إلى أي نتائج تُذكر.
وتشير الأرقام الرسمية الأمريكية إلى أن طائرات التحالف الذي تشارك فيه بأشكال مختلفة أكثر من 60 دولة، بينها 5 دول عربية، نفذت 20000 عملية قصف ودعم جوي ، بينها 5200 طلعة استخدمت خلالها الطائرات سلاحا واحدا من ترسانتها على الأقل.
وأسفرت آلاف الغارات التي نفذتها قوات التحالف، بحسب ادعاء توني بلينكين نائب وزير الخارجية الأمريكية عن مقتل 10 آلاف من عناصر تنظيم «داعش» الارهابي، ولكن تلك الأرقام جرى تكذيبها من أكثر من مسؤول أميركي.
وتتحدث الأرقام الأمريكية عن تدمير 10684 هدفا لتنظيم «داعش» الارهابي في البلدين منها 3262 مبنى، و119 دبابة و1202 آلية و2577 موقعا قتاليا.
وسائل إعلام أمريكية قالت : إن استهداف القصف الأمريكي للمنشآت النفطية ومخازن الحبوب ومحطات الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سورية ضاعف من معاناة السكان وتسبب بنقص في الغذاء وزاد من ارتفاع أسعار السلع.
وبالرغم من هذا الفشل الذريع ، احتفظ الرئيس الأمريكي بثقته في النصر، حيث أكد في ايار الماضي إثر سقوط مدينة الرمادي في قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي أن بلاده لا تخسر الحرب في العراق وسورية ، واصفا سقوط الرمادي بأنه «انتكاسة تكتيكية» حسب رأيه .
حلول ماكين للقضاء على « داعش »
التصريحات المزيفة للرئيس الاميركي بالثقة بالنصر على « داعش « ووصفه لسقوط الرمادي بالانتكاسة التكتيكية أثارت غضب السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي عبّر عن استغرابه من تكرار أوباما لمثل هذه التصريحات .
ماكين رأى ان الحل في إرسال قوات برية أمريكية لمحاربة تنظيم «داعش» الارهابي، مشيرا إلى أن 75 % من الغارات الجوية تعود فيها الطائرات إلى قواعدها دون أن تلقي حمولتها من القنابل والصواريخ بسبب عدم القدرة على تحديد الأهداف.
بالمقابل، يصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن محاربة تنظيم «داعش» الارهابي برا من مسؤولية دول الجوار، وتمضي واشنطن قدما في محاولة حشد المزيد من الدول لحملتها الجوية حتى إنها طلبت مؤخرا من أوزبكستان الانضمام إلى تحالفها الدولي، ما يشير إلى أن البيت الأبيض يواصل خططه القديمة والفاشلة في محاربة «داعش» غير آبه بنتائجها المخيبة للآمال.