تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربــط العالــــم أجمـــــــع بظـــــــــلال «الأزرق»..

فضائيات
الأحد 20-9-2015
لميس علي

هل كان في بال مؤسس الموقع الأزرق حين قام بإنشائه أن يتجاوز عدد مستخدميه مليار شخص في اليوم الواحد..؟

وفق مارك زوكربرغ: استخدم «واحد من كل سبعة أشخاص على وجه الأرض فايسبوك للتواصل مع العائلة والأصدقاء»، يوم الاثنين في 24/8/2015.‏

ذكر الخبر على صفحته الشخصية.. وتناقلته مواقع إخبارية.. ما يُثير تساؤلاً: هل وصول عدد رواد الفيسبوك إلى هذا الرقم يومياً، يُعتبر مؤشراً تواصلياً جيداً بين البشر.. أم يُعتبر خللاً لجهة التواصل الحي..؟‏

هل نفرح.. نغتبط.. أم نحزن لأن عدد حاضني الكتاب الورقي في أكبر تعداد لهم لا يصلون إلى هذا الرقم..؟‏

هل في الأمر ملمحٌ لتناسبٍ عكسي.. بمعنى: كلما زاد مستخدمو الفيسبوك ومواقع التواصل الإلكترونية عددا،ً تناقصت النسبة على الضفة الأخرى من نيل المعرفة.. ضفة القراءة التقليدية التي تجعل من الكتاب الورقي صديقاً حميماً لا يصعب احتضانه..؟‏

كلاسيكيات المعرفة في تراجع أمام المد الهائل للموقع الأزرق وأشقائه متعددي الألوان والاستخدامات.‏

من المؤكّد أن تقنيات السوشال ميديا وفّرت المعلومة بشكل أسرع وأيسر.. فماذا عمّن يبحث عمّا وراء المعلومة.. ماذا عمّن لا يرتوي إلا بفيض من «المعرفة» التي لا تمنحها المعلومة الجاهزة الملقاة بين أيدينا بنشافة.. فيمضي إلى منابع حقيقية تمنح المعلومة بروح حية فياضة ضمن قالب فني أدبي يهذب النفس ويصقل مختلف جوانبها لإحياء الروح من جفافها.‏

أنصار الورق يرون في أصله عودة إلى الشجر.. أي العودة إلى عنصر حي.. بينما ما الذي تمنحنا إياه تلك الأجهزة اللوحية.. «الذكية»..؟‏

المزيد من الذكاء أم المزيد من الغباء..؟‏

هل يُفترض بمستخدميها ازدياد نسبة ذكائهم أم تقلّصها..؟‏

ألا يعني الاعتماد عليها وعلى ذواكرها تهميش دور ذواكرنا الحية..؟‏

لربما خلخلت الإجابةَ تلك الأدوارُ المتعددة التي يقوم بها فيسبوك ونظراؤه.. تلك الإمكانية في تقريب كل بعيد وإتاحة ما يصعب تحقيقه عملياً باليد..‏

ألا ينصب في هذا الاتجاه ما قام بفعله الصحفي النرويجي سيمونارسون حين التقط صور للاجئ سوري يبيع أقلاماً وهو يحمل ابنته على كتفيه، فأطلق حملة «اشترِ قلماً» لمساعدة الأب وابنته.‏

مجرد حملة على الفيسبوك جمعت خلال يوم واحد (70) ألف دولار.. في دنيا الواقع كم كنا نحتاج حتى نجمعها..؟‏

السير في عالم الافتراض اخترق حواجز عالم الواقع.. لكن هل يصل هذا الاختراق إلى نوع من الفوضى..؟‏

البعض يرى في هذه الفوضى توءماً فعلياً وحقيقياً لمنجزات الشبكة العنكبوتية.. وعليه كان أن اعترض وزير ألماني عمّا يُعتبر لديهم إثارة لمشكلات عنصرية بينما يُعتبر في الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة للحريات الشخصية..‏

وهنا مكمن آخر لمشكلات يثيرها الموقع الأزرق.. هي اختلاف المعايير وازدواجيتها بين بلد وآخر.. وحتى هذه يقفز فوقها، يتخطاها نحو حصد المزيد من التفوق انتشاراً.. «وربط العالم أجمع» كما يحلم زوكربرغ.‏

يبدو أن هذا الهدف يتماشى وسياسية الغاية تبرر الوسيلة.. مهما كانت الوسيلة «فيسبوك» مهددة بالمزيد من الفوضى والاختراق..‏

فهل يحمل الموقع الأزرق بذور فنائه، كما يرى البعض.. أم أنه، كما يرى البعض الآخر، محميٌ بالمزيد من إمكانية التجديد لطالما طالبوه في ازدياد مستمر..؟‏

lamisali25@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية