تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف نعتذر من الأقصى ..؟!

كواليس
الأحد 20-9-2015
سليم عبود

كيف سنعتذر للأقصى... ولفلسطين الجريحة .؟

دمنا يفور بسكاكين الوهابية، والعثمانيين الجدد والصهاينة.. كل مسامات الروح القومية في سورية وفي بلاد العرب تنزف وجعاً.. لم نعرفه طوال التاريخ.. ولايمكن للغة أن تحيط به.‏

كيف سنعتذر للأقصى.. ماذا سنقول له، وأقدام الصهاينة، تزرعه بحقدها..؟!‏

كل الشرفاء في بلاد العرب باتوا.. كيمامة كسر جناحيها ذئاب العرب.. ولم يمروا يوماً بواقع مشابه لهذا الواقع برداءته.. فالقاتل مسلم، والمقتول مسلم، والعالم من حولهم مبتهج بما يجري، وأمريكا، وإسرائيل تحتفلان على دمنا.. الوهابيون والإخوان، والعثمانيون الجدد، غارقون في أحلامهم الجهنمية وبسفك المزيد من الدماء العربية والإسلامية .. يريدون تحويل الإسلام كله إلى إسلام وهابي وتنصيب «الملك السعودي أميرا للمؤمنين» على المسلمين كافة، والعثمانيون الجدد «أردوغان وعصابته» يعملون على إعادة زمن الإمبراطورية العثمانية العفن، ليرتدي أردوغان قلنسوته سلطانا، والإخوان المسلمون ماضون تحت شعار «الاسلام السياسي المتصهين هو الحل» هي الفرصة التي جاءت.. أليس هو الزمن الذي اشتغلت عليه إسرائيل منذ زمن طويل مع العربان وأردوغان وقطر الإخوانية.؟!‏

كيف نعتذر للأقصى وفلسطين اليوم مقتولة، وسورية تذبح.. والعروبة توأد، وصوتنا الممتد من المحيط إلى الخليج مذبوح بسكاكين عاهرة.. أليس هو زمن الربيع الإسرائيلي، يقول برنار هنري ليفي كل شيء يحدث في سورية يتم في مصلحة «إسرائيل» ويقول رئيس أركان الجيش الصهيوني : خروج الجيش السوري من معادلة المواجهة مع إسرائيل، بفعل ماتقوم به «داعش» و«النصرة» وجهات أخرى أعطى لـ«إسرائيل» الأمان، إن كل ما يجري في سورية، يصب في مصلحة أمننا وسلامنا، وهو الزمن الذي يجب توظيفه في مصلحتنا طالما أن كل شيء حدث ويحدث من دمار وخراب وتهديم للواقع العربي، يصب في مصلحة الكيان الصهيوني على حد رئيس أركان الجيش الصهيوني .. فإن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين على قائمة أهم الأهداف الصهيونية، فالصهيونية عينها على الأقصى لبناء الهيكل المزعوم في مكانه.. ولن تجد وقتاً مناسباً لتحقيق هذا الحلم أكثر من هذا الوقت.. فالعرب والمسلمون في أزماتهم غارقون، والأنظمة العربية موافقة على ماتقوم به إسرائيل، يقول نتنياهو رئيس وزراء الكيان إن مايقوله لنا الحكام العرب من تحت الطاولة غير مايقولونه فوق الطاولة، فكل مايجري يشير إلى متغيرات كبيرة بشأن علاقات عربية إسرائيلية قوية، هل تعتقدون أن الوهابية يهمها الأقصى إذا كانت بصدد هدم قبر الرسول، وقامت من قبل بهدم كل الأماكن المقدسة، والمقامات وقبور الصحابة التي تدعي خلافها مع الآخرين بشأنهم.. الوهابيون المتوحشون في سورية والعراق وفي اليمن الذي تعمل السعودية على تدميره، يهدمون اليوم كل مايربط المنطقة بالتاريخ، لتفريغها من التاريخ في مصلحة الكيان الصهيوني.. والعثمانيون الجدد يمارسون العهر السياسي والديني نفسه، وهم اليوم في ذروة غزلهم السياسي والاقتصادي مع الكيان الصهيوني، وحركة حماس منشغلة بأحداث خارج فلسطين، وثمة مؤشرات على قيام اتفاقات سلام بينها وبين الكيان مايحدث اليوم في سوريا والعراق، واليمن وليبيا، وتونس، يقيم حالة انشراح كبيرة للكيان الصهيوني ويدفع به إلى صهينة فلسطين كلها، وصهينة الأقصى في ظل صمت مهين يمارسه العرب والمسلمون اللاهون بسفك الدماء السورية والعراقية واليمنية.‏

فلسطين قتلت منذ زمن طويل بخيانات الأنظمة العربية.. باستسلام هذه الأنظمة من فوق الطاولة، وبعضها من تحت الطاولة لـ«إسرائيل».. فلسطين قتلت يوم تحول الوهابيون والإخوان والعثمانيون المذهبيون إلى تحويل الصراع من صراع عربي إسرائيلي.. إلى صراع عربي عربي.. وسني شيعي.. ومع هذا.. سورية، وقوى المقاومة وإن كانت مبللة بدم جراحاتها .. ستنهض، وستقاتل.. ولن تتخلى عن فلسطين، ولا عن الأقصى.. ففي العقل السوري.. فلسطين هي جنوب سورية.. والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية