فلن يكون بمقدور سلتنا بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة في الصين,
بعد خروجها من الباب الواسع للتصفيات الآسيوية ومن نوافذها أيضاً, بتعرضها لخسارات متلاحقة وقاسية أمام المنافسين القاريين.لم تختتم المباريات على الورق, فمازال هناك بعضها, ولكن بدون أي أمل في الارتقاء على سلم ترتيب المجموعة, ومن منطلق تأدية الواجب ليس أكثر.
التأهل للبطولات العالمية, حلم يراود كل الألعاب بلا استثناء, ويداعب مخيلات ألعاب الكرات الجماعية, على وجه الخصوص, ويعتبر هدفاً استراتيجياً بذاته, تسعى لتحقيقه , وتبذل من أجله الغالي والنفيس, لكن الأحلام تظل أحلاماً إلى أن تصبح سراباً وذكريات, تأبى التجسد وتستعصي على التحقق, وتدرك ألعابنا أن سقفها الحالي لا يعلو عن المنافسة والاقتراب من الهدف والدنو من الغاية, فلا تقيم الدنيا ولا تقعدها بعد الانتكاسة, وتكتفي بندب الحظ العاثر وترمي شح الامكانات بوافر من سهام النقد.
لاتبدو مشكلة منتخبنا السلوي في فشله بالتأهل, بل في التفاصيل التي تقف وراءه, فالخسارات المؤلمة وبفوارق كبيرة أمام المنافسين, وعدم قدرة المدرب الأجنبي الحالي على احداث فارق يذكر على المستوى الفني والتكتيكي والرقمي, والوهن الواضح الذي تعاني منه الفئات العمرية ومسابقاتها, ومشكلات الأندية المادية والفنية العالقة, وعجز اتحاد اللعبة عن التطوير, فضلاً عن قيادة الأمور,لن تكون كلها إلا مقدمات لنتائج بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى من التطلعات السلوية, وربما كانت نتائج لتراكمات وترسبات سابقة.