نشهد أحداثه خلال الموسم الرمضاني القادم، ومن موقع التصوير في منزل الحاجة (أم أحمد) كان اللقاء لنقف عند ما يحمله الجزء الرابع من إضافات ومسارات ، وكيف يقود المخرج فريق المسلسل ، وكما يقول ربان العمل محمد زهير رجب كل ذلك يتطلب الخبرة والحكمة الكافية وربما الديكتاتورية بذكاء ولا يمكن هنا تجاهل الموهبة والرؤية اللازمة لتقديم الأفضل والأكثر إبداعا وتطورا.
محكومون بالمحطات
البيئة الشامية والأجزاء المتوالية التي باتت علامة فارقة كيف يفسرها المخرج ، وما الدوافع التي تحكم القائمين عليها ؟.. يقول : نحن في العمل الدرامي التلفزيوني السوري محكومون بالمحطات التلفزيونية التي تعرض الأعمال السورية، ومحكومون أيضا بالمشاهد العربي، فبعد أن لاقى العمل رواجا في الأجزاء السابقة على صعيد المحطات والشارع العربي، وبناء على طلب المحطات نستمر في الجزء الرابع بما يتناسب مع استمرارية الحكاية ضمن بث روح جديدة وحكايات وشخصيات جديدة أيضاً.
والجزء الرابع بالإضافة إلى سيرورة أحداثه السابقة وانتهاء خطوط معينة، تبدأ به خطوط وقصص جديدة تجنح لتكون ذات طابع اجتماعي كونه يحمل العديد من القضايا الاجتماعية فيما يخص المرأة وعملها وكيف تقاتل في سبيل بناء المجتمع وإثبات وجودها كعضو فاعل في المجتمع، كل ذلك بأحداث شائقة تحملها العديد من الوجوه الجديدة التي دخلت على الجزء الرابع، ومايميزه أيضا البطولة الجماعية فأنا أرى أن عهد البطولات الفردية ينبغي أن ينتهي.
كفاءة الممثل
ويؤمن رجب بالمواهب الشابة ويرى أنه من الواجب إعطاؤهم الفرصة وخاصة أنهم أكاديميون وليسوا دخلاء على المهنة ، يقول: لست مع إقحام دخلاء على المهنة إلا في حالات خاصة يملك فيها الممثل أو الممثلة كفاءة وموهبة عالية عندها لامانع أن يشارك، ومع ذلك للأكاديمي الأولوية، فالمعهد العالي في سورية يخرّج سنويا العديد من المواهب ولابد من دعمهم وإعطائهم الفرصة ليثبتوا أنفسهم، وبدوري أرى أن الكثير من الطاقات والمواهب كامنة وتحتاج لمن يقف إلى جانبها وهذا ما حاولت فعله في هذا الجزء من العمل.
وبعين التفاؤل يصف الدراما بأنها تستعيد عافيتها ويقول: «ربما الدراما السورية ليست كما نطمح وخاصة بعد الحرب التي شنت على سورية والتي أثرت بشكل أو بآخر على الدراما لجهة تدني كمية الإنتاج وتدني المستوى بسبب ظروف الحرب، والحرمان من الكثير من مواقع التصوير، وقبل كل ذلك الحصار الاقتصادي الذي وقع على سورية ما أدى إلى صعوبة استيراد معدات تصوير حديثة، ومع ذلك عادت عجلة الدراما لتدور من جديد وبدأت تستعيد عافيتها وتنشط بشكل كبير وملحوظ من خلال العديد من الأعمال التي يتم إنجازها هذا العام». ويضيف: لا يختلف اثنان أن الدراما عمل صناعي كبير وتملك الكثير من الطاقات والخامات والنجوم وهي قادرة دائما على صناعة المزيد من النجوم، وغياب البعض لن يؤثر سلباً على تطورها وحضورها وهذا ماأثبتته فيما قدمت من أعمال.
شخصيات متنوعة
يقول الفنان وائل رمضان: « لا تزال البيئة الشامية تنضح بكنوزها ولاتزال غنية تغري الكتاب والفنانين بالعمل ضمن حكاياتها الشائقة، وهذا مايبرر تعدد الأجزاء في الكثير من الأعمال التي تناولتها» . أما عن تطور شخصيته في المسلسل فهو ينحو من الشر إلى الخير وبوادر الخير هذه تم التمهيد لها في نهاية الجزء الثالث حيث تكشّفت بعض الخطوط لتظهر وطنيته وتضحياته من أجل الوطن. ويرى في العمل أنموذجا لمعالجة الكثير من قضايا المجتمع في البيئة الشامية على نحو منهجي ومدروس بعيداً عن المبالغة، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وحضورها الاجتماعي، فالبيت الدمشقي يضم جميع المتناقضات كما المجتمع تماماً، ولكنه يتصف بالحميمية وأجواء الألفة والمحبة.
أما الممثل يزن خليل «صياح» فبعد أن كان يرتكز في دوره على محورين، الأول بحثه الدائم عن عائلته وعلاقته مع والده، والثاني محاربته للفرنسيين كونه أحد قادة الثوار، بات الهم الشخصي أكثر اتساعا وأكثر عبئاً. وعن استقطاب المخرجين للمواهب الشابة يقول: لا يوجد في الغالب تكافؤ فرص، والخيارات قليلة خاصة أن الحرب أرخت بظلالها على كل شيء، ونحن جيل الأزمة فقد تخرجت عام 2011 ولكن هذا لا ينفي وجود بعض المخرجين الذين يؤمنون بموهبة الشباب وإعطاؤهم الفرصة ، إلى جانب أن الكثير منهم لايزال يبحث عن «نجم شباك» وهنا المسؤولية تقع على شركات الإنتاج والمخرجين، فهم لايغامرون ويبحثون عن النجم الجاهز، ومن ثم هناك مسؤولية شخصية تقع على الممثل نفسه فنحن لا نتقن تسويق أنفسنا.