فقد نفى الكرملين قطعيا ادعاءات رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو، حول نية روسيا الاستيلاء على ممر إلى مدينتي ماريوبول وبرديانسك، وأكد أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء اتصالات معه.
وردا على سؤال حول اتهام بوروشينكو لروسيا بالسعي للاستيلاء على أراضي أوكرانيا، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أمس: إنه كلام سخيف تماما، ومحاولة أخرى لإثارة التوتر، من الواضح أن مثل هذه المحاولات ستستمر مع الأسف كلما اقترب موعد الانتخابات في أوكرانيا، روسيا لم تصادر أي شيء ولم تضع أي ممرات، إنه اتهام لا أساس له من الصحة على الإطلاق.
وحول رفض الرئيس الروسي الرد على اتصالات بوروشينكو لإجراء محادثة هاتفية، أعلن بيسكوف: في الواقع بعد وقوع الحادث مع السفن الأوكرانية في البحر الأسود لم تكن هناك أي محادثة في الوقت الحالي وفي الأيام القادمة، ليست هناك خطط لمثل هذه المحادثة.
وردا على إعلان وزير البنية التحتية في أوكرانيا، أن روسيا تمنع مرور السفن الأوكرانية من وإلى مينائي ماريوبول وبرديانسك الأوكرانيين، قال الناطق باسم الكرملين: لا، بالطبع. هناك إجراء محدد للإخطار الفني.. لذلك لا توجد قيود، هناك ملاحة دولية مكثفة في المنطقة المذكورة.
وبشأن ضرورة اجتماع رباعية النورماندي «روسيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا» الآن، أوضح بيسكوف أن «صيغة مجموعة النورماندي تتعامل مع تنفيذ اتفاقيات مينسك الخاصة بالنزاع في منطقة دونباس. أما الاستفزاز من الجانب الأوكراني في مضيق كيرتش فليس له صلة باتفاقات مينسك».
بالتوازي أعلن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ أمس أن الحلف قد عزز وجوده العسكري في حوض البحر الأسود وأنه يتابع تطورات الوضع في المنطقة بعد حادث مضيق كيرتش.
وفي تعليقه على طلب وجهته السلطات في كييف إلى حلف الناتو بإرسال سفن له إلى بحر آزوف المتصل بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش قال ستولتنبيرغ: لقد سبق للناتو أن عزز وجوده في البحر الأسود، مشيرا إلى أن سفن الحلف قضت في البحر، خلال العامين الجاري والماضي، مدة أكبر بكثير منها في السنوات السابقة.
وتابع الأمين العام أن الحلف يواصل دراسة الوضع في المنطقة بعد حادث احتجاز ثلاث سفن حربية أوكرانية من قبل حرس الحدود الروسي.
وأعلنت مصلحة الأمن الفدرالية الروسية بعد الحادث أن السفن الأوكرانية (وهي زورقان مصفحان وقاطرة) دخلت مياه روسيا الإقليمية بتوجيه من السلطات في كييف كخطوة استفزازية منها.
وقال ستولتنبيرغ، الذي تحدث في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، قبيل لقاء وزراء خارجية دول الناتو، إنه لا يرى مبررا لاستخدام القوة ضد السفن الأوكرانية. وأشار إلى أن الحلف يدعو «إلى الهدوء وضبط النفس»، مضيفا أن «على روسيا الإفراج عن البحارة الأوكرانيين وسفنهم وضمان حرية الملاحة في مضيق كيرتش وبحر آزوف».
والأسبوع الماضي، ادعى الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، أن إرسال عدد من سفن الناتو إلى البحر الأسود يمكن أن يكون شكلا من أشكال الدعم المقدم لبلاده في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة.
في الأثناء قدم الرئيس الأوكراني مشروع قانون للبرلمان (رادا) بشأن إنهاء معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة مع الاتحاد الروسي.
وأكد الرئيس الأوكراني على أن مشروع هذا القانون لا يمكن تأجيله.
وترى موسكو أن سلطات كييف تسعى منذ سنة 2014 إلى هدم، بشكل متعمد، ما بناه الشعبين الروسي والأوكراني على مدى عشرات السنين.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي في وقت سابق، إن السلطات في كييف لا تأخذ بعين الاعتبار آراء الأوكرانيين في مسائل تخص حياتهم السياسية والعامة.