تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هدنة صينية أميركية تحدّ من الحرب التجارية.. تجميد الرسوم والضرائب مقابل شراء بكين المزيد من البضائع الأميركية

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 4-12-2018
بعد أشهر من التوترات ومن فرض رسوم جمركية عقابية على سلع بقيمة مئات مليارات الدولارات بين أميركا والصين، أثارت مخاوف من حصول تصعيد سيضرّ بالاقتصاد العالمي، وفي تطور يشكل اختراقا في الحرب التجارية بين البلدين ويعكس انتعاشا في الأسواق العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقة الصين على «خفض وإلغاء» رسومها الجمركية على السيارات الأميركية.

وجاء إعلان ترامب المفاجئ على تويتر غداة توصّله ونظيره الصيني شي جينبينغ نهاية الأسبوع، خلال اجتماع عقد على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينوس ايرس، إلى اتفاق نص على عدم فرض البلدين لمزيد من الرسوم خلال فترة ثلاثة أشهر، يفترض أن يتفاوض خلالها الطرفان من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلا.‏

وتصب الهدنة في الحرب التجارية بين البلدين في مصلحة الطرفين، مع نجاح ترامب في تجنيب الصادرات الزراعية الأميركية مزيدا من الأضرار، وتمكّن شي من تفادي تصعيد للضغوط عبر زيادة رسوم من شأنها أن تفاقم تباطؤ الاقتصاد الصيني.‏

وعبر تويتر أعلن ترامب ليل الأحد التوصّل لاختراق آخر بقوله إن الصين وافقت على «خفض وإلغاء» رسوم جمركية نسبتها 40 في المئة على السيارات المصدّرة إليها من الولايات المتّحدة.‏

ولم تؤكد وزارة الخارجية الصينية ما أعلنه الرئيس الأميركي واكتفت بالقول «في الأول من كانون الأول توصّل الرئيس شي والرئيس ترامب إلى توافق حول المسائل التجارية.‏

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن الرئيسين اتفقا على عدم فرض رسوم جديدة وتوصلا إلى مجموعة من الترتيبات البناءة من أجل معالجة خلافات ومشاكل قائمة.‏

ولم يوضح ترامب في تغريدته أي رسوم ستخفض وأي رسوم ستلغى، أو متى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.‏

وصرح رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين ويليام زاريت أنه إذا تأكد إعلان ترامب فإنه سيكون بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح ومؤشرا على خطوات أخرى جيدة مقبلة.‏

وكانت حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية قد دخلت فترة استراحة أو ما يشبه الهدنة، بعد الاجتماع الذي جمع الرئيسين الصيني شي جينبينغ والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.‏

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مؤتمر صحفي بعد عشاء عمل استغرق أكثر من ساعتين بين شي وترامب ومستشاريهما السبت الماضي أن الرئيسين توصلا إلى اتفاق لوضع حد لفرض رسوم جمركية جديدة.‏

وأوضح نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوان في المؤتمر الصحفي نفسه أن واشنطن تخلت عن قرارها رفع الرسوم الجمركية من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار - نصف الكمية الإجمالية - اعتباراً من بداية كانون الثاني المقبل.‏

وتحدث الناطق باسم الخارجية الصينية عن اجتماع ربح فيه الجميع، بينما رأى المستشار السياسي لبكين هوا بو أنه عبر هذا الاتفاق، يتجنب شي ضغطاً متزايداً على الاقتصاد الصيني الذي يتباطأ، فيما يمكن لترامب الذي تأثر بانتخابات منتصف الولاية التي أوصلت أكثرية ديمقراطية إلى مجلس النواب، أن يخفف من مشاكل الولايات الزراعية التي تصدّر إلى الصين وخصوصاً الصويا.‏

بالمقابل أكد البيت الأبيض أن هذا القرار معلق فقط، وبالتحديد لمدة تسعين يوماً.‏

وقالت الرئاسة الأميركية في بيانها: إن هذه الرسوم سترفع من عشرة إلى 25 بالمئة، إذا لم يتوصل البلدان في نهاية هذه المدة إلى اتفاق حول تغييرات بنيوية في علاقاتهما التجارية خصوصاً بشأن النقل «القسري» للتكنولوجيا والملكية الفكرية.‏

وتصر واشنطن أيضاً على أن تتعهد بكين شراء كميات لم تحدد بعد، لكنها كبيرة جداً من السلع الأميركية لتقليص الخلل الضخم في الميزان التجاري بين البلدين، مشيرةً خصوصاً إلى أن الصين ستبدأ على الفور بشراء منتجات زراعية أميركية.‏

وتؤثر حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة أساساً منذ الربيع على نمو الاقتصاد العالمي.‏

ويقول صندوق النقد الدولي إن إجمالي الناتج الخام العالمي سينخفض بنسبة 0,75 بالمئة إذا تصاعد التوتر العالمي.‏

وشكل اللقاء بين الرئيسين الصيني والأميركي المحطة الأساسية في قمة العشرين التي تمكنت خلالها الاقتصادات العالمية الكبرى من إنقاذ الظاهر فقط عبر إصدار بيان مشترك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية