من داخل الدائرة، تُصر الإدارة الأميركية على المضي قدما ويتسارع مفرط في سياسة الهاوية، حيث التصعيد والتفجير والهروب الى الأمام بات خيارها الأخير برغم كل التداعيات الكارثية لهذا الخيار الذي يبدو أنه بات يشكل المخرج الوحيد للولايات المتحدة بعد أن فقدت وسقطت جل خياراتها في الميدان السوري.
بالتوازي مع السياسة الأميركية، يُحافظ النظام التركي على سلوك المراوغة والخداع والتملص من التزاماته مع موسكو، وهذا يبدو واضحا من محاولاته المتكررة للتهرب من تنفيذ اتفاق سوتشي على الأرض حيث لا تزال التنظيمات الإرهابية التي تنضوي تحت إمرته تصول وتجول في إدلب وبحماية ورعاية ودعم تركي واضح.
لقد أظهرت اجتماعات آستنة الأخيرة تباينات وفروقات شاسعة في المواقف والرؤى والأهداف والغايات الى درجة الوصول لقناعة باستحالة تنفيذ ما تعهد به النظام التركي الذي ما يزال غير جاد بدعم مسارات الحل السياسي التي بات معرقلا أساسياً لها.
المشهد بحسب المعطيات مرشح للتدحرج أكثر نحو التصعيد في وجود هذا الفائض الكبير من الغرور والعنجهية والحماقة عند الإدارة الأميركية، خصوصاً بعد سلسلة الحماقات والإخفاقات التي منيت بها في الميدان السوري سواء من الناحية العسكرية أم من الناحية الميدانية، وهذا ما يدخل المشهد مجدداَ في عين العاصفة التي قد تأخذ الجميع الى الهاوية وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية وشركائها وأدواتها.