حين سكبتُ ما بجعبتي
في رحم التكوين
عانقتُ التوحدَ مع الخالقِ
انتفضَ جسدُ الزيتِ المرقّدِ
وخمرُ الدّنانِ
أثملته الكؤوسُ المطرّزةُ
بمجرّات أنفاسٍ مشتعلةٍ
جمر وثغر كرز مدلّى
من أثداء نجمة
تائهُ الصحراء
حزينٌ على فقدٍ
كان قد شقَّ طرفَ ليلهِ
مازال يتكّئُ
على رماد كرسيٍّ مهترئ
بقايا صحنٍ
وأعقابُ سجائر التوت
فقاعاتُ مهلٍ في أسفل القاع
غانياتٌ يتسكعنَّ
فوق صدرٍ عارٍ
كان قد أُحرِقَ مرجُه
بشراراتِ برقٍ
أصابعٌ تشقُّ
نسغَ وريقاتِ تينٍ
ترشفُ ماءً
من رحمِ صخرةٍ رماديةٍ
تلاطمها قطراتٌ
من نهرٍ عابر
شرنقاتٌ من سرِّ اللّحظات
عالقةٌ هنا
طائرُ الزرزور يلتقطها
بمنقاره المدبّبِ
مواءٌ بالقرب من الحدودِ
تحت الأسلاكِ الشائكةِ هناك
ربّما هو إعلانّ
لحفلةِ زفافٍ غيرَ شرعيّةٍ
الصوتُ يهتزُّ
معلناً النصرَ اللا معلن
هم يحتفونَ بحرفِ النونِ
ونحن نحتفي
بلغةِ الانكسارِ
مائيَ المالحُ
يتجوّلُ في آخر اللّيلِ
يلفُّ خصراً
ويرتشفُ قطراتِ حياةٍ
تلك نارٌ
لموقدٍ كان
قد أشعلهُ أحدُهم ورحلَ
هو لا يعلمُ بأنَّ قصاصةً
ستصيبُ خيوطَ الفجرِ
فتشعلُ هشيمَ البيادرِ
سنابلٌ ممتلئةٌ بالغرورِ
ضاجعتْ مناجلَ الصّباحِ
فجاءت بحنطةِ الخطيئةِ العُظمى
رغيفٌ رسمه الجوعُ
في عينيِّ طفلٍ عابرٍ
عنفوانُ الجمرِ
يعلنُ الاستواءَ
الطينُ العابثُ بماء الجسدِ
النورُ العابرُ لرسمِ السماءِ
ثمّةَ شقوقٍ تنضحُ بالأمنياتِ
وطفلُ القمحِ
يحبو ليلتقطَ بذورَ
الانتشاء..