اجمل ما في الذكريات مواقفها واجمل ما في المستقبل احلامنا اما الحاضر فان الارادة وحسن الادارة هي البوصلة لكل ما هو هادف وبناء.
اعود للذكريات ومواقفها وتحديدا الى اوائل عام 2005 حيث كنا في بهو قصر الرياض اثناء احتفاليات مهرجان الجنادرية، اتذكر الجميع واخص من رحل منهم كالشيخ عبد العزيز التويجري رحمه الله وهو مهندس مهرجان الجنادرية. لقد رحل التويجري وخلف الكثير والكثير من الاحترام والمواقف الساعية للحفاظ على امتن العلاقات السورية السعودية من خلال رؤية قومية عروبية، استذكر الطيب صالح واحاديثه التي تبدأ ولا تنتهي لان معاناته لم تنته. استذكر الصديق الاعلامي الكبير والمحلل السياسي الذي علق على خبر عودتي إلى دمشق كمحطة اخيرة بعد رحلة اغتراب استمرت 25 سنة، قائلا «رايح للحج والناس راجعة» وكان ردي عليه «الشام شامك اذا الدهر ضامك» لن نلوم ذلك الصديق فمن كان يستطيع ان يتنبأ وقتذاك وخصوصاً بعد زلزال اغتصاب بغداد وهبوب اعصار الجموح المجنون على المنطقة، فالاحتمالات كانت اثنين لا ثالث لهما، إما الصمود او الهزيمة لكن هل هناك من كان يتوقع الانتصار؟؟
اعتقد ان الذين يؤمنون بهذا الخيار هم فقط من يؤمن بتاريخ الشام والعناية الالهية وصلابة ابنائها وحكمة قيادتها. عدت الى دمشق واخذتنا الاحداث، اعاصير وانواء اطماع وخطط تحوم حول تخوم الشام، وللحقيقة ان ماكنا نسمع به من الخارج اكبر مما كنا نعانيه في الداخل.
فكل ما حدث لم يزد ابناء الوطن سوى تلاحم واصطفاف خلف قيادة لا مجال للشك بمقدرتها وحكمتها وحنكتها. بل ان ما حدث كشف لنا من لبسوا الاقنعة وخدام الخيانة، مرت الاعوام سريعة باحداثها وتقلباتها وها انذا اليوم اقف فوق قمة قاسيون اراقب زحمة حركة الوفود العربية منها والدولية والذين ينتظرون موعدهم هم اكثر عمن حضروا وانا اردد بيت شعر لي:
العجاف اللي على دور الرسل كانت سبع
في عهد بشار صارت بس ثلاث
وأستذكر صديقي الاعلامي الكبير والمحلل السياسي ولسان حالي يقول انها دمشق فهي القلب والقبلة.
مدير مركز الشرق الجديد بدمشق