و تحتل واجهة الأمراض.. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الاستنفار والتأهب بعد انتشار هذا الوباء في المكسيك.. التي دقت ناقوس الخطر، و أطلقت أول صيحة استغاثة ، لصد هذا العدوان الغادر عليها من قبل مرض أنفلونزا الخنازير.
وحذرت المنظمة من أن الحالات التي ظهرت في المكسيك ثم في الولايات المتحدة وبريطانيا و إسبانيا و نيوزيلندا، قد تكون الشرارة التي تولد وباء خطيراً على الصعيد العالمي.. بسبب سهولة انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، و من الإنسان إلى الإنسان، وبسبب الاتساع الجغرافي لظهور حالات مختلفة، واتساع تنوع سن المصابين .
وتسبب أنفلونزا الخنازير أعراضاً مشابهة للأنفلونزا الموسمية العادية، التي تصيب الإنسان، و منها : الحمى و السعال و آلام الحنجرة والمفاصل والاعياء، و هذه السلالة الجديدة من الفيروسات تسبب مزيداً من الإقياء و الإسهال أكثر من الأنفلونزا العادية، مسببة بعد ذلك فقدان مناعة الجسم..
ونتيجة لهذه الهجمة المرضية الشرسة، نصحت منظمة الصحة العالمية باتخاذ حزمة من التدابير الوقائية منها: توعية السكان بالتصرف بمسؤولية، وعدم الاستهانة بحالات التهاب الجهاز التنفسي الحاد، وتفادي الاتصال المباشر بالحيوانات، ولا سيما الخنازير و المواشي، وغسل الأيدي بالماء و الصابون ، و عدم المكوث بالأماكن المزدحمة، والابتعاد عن القبلات الاجتماعية، ومراقبة حركة المسافرين و حوائجهم.. و تشكيل فرق طبية و لجان طوارىء للتدخل السريع لتقديم العون الفني والطبي في حال حدوث بؤر إصابة بهذا المرض.
وفي سورية أكدت الجهات المسؤولة في وزارتي الزراعة و الصحة، خلو قطرنا من المزارع التي تربي الخنازير، و خلوه من مرض أنفلونزا الخنازير.. و تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية المبكرة و الصارمة لصد هذا المرض الغادر.. و منع تسلله إلى قطرنا.
وختاماً.. كلنا مدعوون لاتخاذ تدابير الحيطة والحذر والوقاية للحيلولة دون وصول هذا الوباء إلى مجتمعنا .. و نأمل بأن هذا المرض سيرفع راية الاستسلام قريباً، ويعلن العالم القضاء عليه بالضربة القاضية .