تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تبرير أم معالجة للخطايا.. أم مجرد تسليط الضوء؟

فنون
الثلاثاء17-12-2013
سلوان حاتم

كثيراً ما تحاول الدراما السورية طرق أبواب اجتماعية جديدة عن طريق إثارتها في المسلسلات ولكن عادة ما تتحول هذه المواضيع لتثير حولها الكثير من الأهوال والعواصف من الانتقادات والأسئلة مع أن رياحها تأتي أحياناً بما تشتهي سفن الدراما وربانية إنتاجها.

‏‏

فالدراما السورية معروفة بجرأة طروحاتها بل ربما هي الأجرأ عربياً بسبب تطرقها إلى قضايا إشكالية في المجتمع لم يستطع الكثير من الدراميين العرب الاقتراب منها ، لكن كيف تعاطت درامانا مع هذه (الخطايا)..؟ ومن أي زاوية أُخذت رؤيتها .‏‏

فقد حمل الكثير من المسلسلات نوعاً من التناقض ما أثار إشكالية حولها لا نستطيع تجاهلها ولو أن هذه الإشكالية ساعدت في التحريض على التسويق إلا أن بعض القضايا لا يمكن الاستخفاف بما أثرت به على المجتمع بشكل عام وعلى الشرائح الشبابية بشكل خاص . فعندما قدم مسلسل (حاجز الصمت) والجزء الثاني منه والذي حمل عنوان (الخط الأحمر) تأليف هاني السعدي إخراج يوسف رزق تطرقا إلى مواضيع حساسة مثل الايدز والاغتصاب والمخدرات والكثير من القضايا الغريبة في المجتمع والتي تصادف الشباب بشكل عام جاء تقديمها ضمن إطار توعوي وبعناية , لكنه ورغم هذه العناية قدّم تبريرات كثيرة لكثير من التصرفات التي لا تُقبل ولو كانت محض دراما فقط .‏‏

مسلسل آخر حمل عنوان (أمهات) عرض قصصاً لأمهات في المجتمع يعانين أو يكافحن ويصور مشاركة المرأة (الأم) ومعاناتها من خلال تسليط الضوء وتجميع هذه القصص المختلفة وعرضها, وأيضاً لم يختلف في بعض قصصه عما تحدثنا عنه في مسلسلي حاجز الصمت والخط الأحمر لأنه برر في بعض الأحيان أو لنقل حاول تبرير (عق) بعض الأبناء في بعض الحلقات ما دعا حينها للتساؤل عن السبب الذي يدفع الدراما لتبرر أو أن تكون حيادية في مثل هكذا أمور لا يمكن أن تحتمل وجهاً آخر أبداً .‏‏

(حكم العدالة) البرنامج الإذاعي الشهير الذي كان يعده الراحل هائل اليوسفي أعطى لبعض شخصياته الشهيرة استراحة ليتحول إلى مسلسل تلفزيوني لم يستطع أن ينال ذات الحظوة التي نالها البرنامج الإذاعي رغم أنه كان قريباً من اسمه الذي حمل عنوان (وجه العدالة) لأن ما تستطيع أن تقبله الأذن لا تستطيع تكذيبه العين فكيف يتحول القاتل إلى بريء وكيف نبرر لخيانة دافعها غير مقصود بأن نتقبلها كمشاهدين وكأن شيئاً لم يكن .‏‏

(الخيانة) كانت عنواناً عريضاً الموسم المنصرم عبر مسلسل (صرخة روح) إخراج ناجي طعمي وعدد من المؤلفين السوريين في محاولة لخماسياته تسليط ضوء وتبرير (الخطايا) في أحيان كثيرة وغالباً الموسم القادم فيما إذا كان صرخة روح 2 جاهزاً للعرض فإنه لربما سيتابع تقديم نفس التبريرات لقصص جديدة عنوانها بالخط العريض (الخيانة) وهنا وإن وقفنا بلا تعليق على هذه التبريرات فإن المشاهد لن يستسيغ هكذا (خطايا).‏‏

بعض المسلسلات حاول من خلال طروحاته كسر أشياء تتعلق بالتقاليد الاجتماعية والأعراف عند بعض المجتمعات من خلال إقحام قصصه فيها . وإن كانت هذه القصص في مجملها حالات فردية فإننا نستطيع ضرب مثال صغير لكنه مثال عالمي ومعروف عندما غُرمت إحدى شركات التبغ العالمية بسبب إعلان قدمه (كاوبوي) جعل آلاف الشباب يصابون بالسرطان لثقتهم بما يقوله هذا الإعلان ما اضطر الكثير من شركات التبوغ أن تضع تحذيراً من منتجاتها لأن تأثيرها على المحيطين كان سيئاً جداً, كذلك عندما حاول الكثير من الأطفال الطيران كمسلسل الكرتون (سوبر مان) فتعرضوا للوفاة مع أنه مجرد كارتون ويدعو لمحاربة الشر فما بال الدراما وتأثيرها إذا ما استطاعت تبرير بعض الخطايا أو الوقوف جانباً وعرضها فقط ألا تستحق مثل هذه النوعية من المسلسلات التوقف قبلها للحظات وتخصيص شريحة عمرية تعي ما يدور أم أننا سنطلب ممن هم دون السن القانوني أو فئة الشباب عدم متابعة التلفاز .. كي لا يكون المسلسل ذريعة لهم حينما يخطئون .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية