وأن إيمانهم بشرب نخب السقوط المدوي لسورية لن يحقق لهم النشوة، بل سيهز كيانهم ويخلخل توازنهم لأنه لن يتحقق، ولاسيما أن بطاقات المشاركين في المؤتمر الدولي، ربما طبعت وستوزع قريباً بناء على تحديد تلك الساعة وقاعة الاجتماع، وتعلن معها أن مواسم «الجامعة العربية» سقطت قبل ينوعها، وشجرة «مجلس الأمن» تيبست من جذورها قبل أطرافها، وسوف تتهاوى مع السقوط واليباس مرحلة المجازر الوهابية و ذكريات قذائف الهاون المشؤومة، تماماً كما سقوط أيديولوجيتهم في دعوات الجهاد وما يخصها من فتاوى، بعد افتضاح أمرهم وانكشاف عوراتهم، وتدحرج اتهاماتهم حول استخدام الحكومة السورية "للكيماوي"، وتقرير لجنة سيلستروم بهذا الشأن تدحض افتراءاتهم تلك.
فهؤلاء ورغم اعتمارهم الكوفية والعقال، وظهور النعمة والثراء في رقابهم وجحوظ عيونهم نتيجة السُكر والعربدة ، يحاولون الإيحاء للناظر أنهم من دول عربية، وأنهم حريصون على حريات السوريين، لقد فاتهم أن النفس الذي يدخل صدورهم يطلق تنهيدات وآهات غربية أميركية مع كل تقليعة شهيق أو زفير، ويُخرج معه عفنهم والروائح الكريهة من أحشائهم يعريهم ويضعهم على سكة الفضائح، ولا حاجة للأدلة بعد أن أبدى سيدهم في البيت الأبيض علناً استعداده للقاء متطرفيهم وتابعيهم، ومطلقي سواطير الموت من أغمادها وقماقمها، إلى أعناق الأبرياء من الأطفال والنساء، ومن يلتقطون رزقهم، حيث عدرا التي ترتدي ثياب الحداد على أبنائها وتذرف الدموع وتبكيهم، لا تزال شاهدة على إجرام أولئك المتسترين بعباءات الدين.
حان الوقت لأن يدرك العالم أخيراً أن مواسم الكلام والتنظير والصياح على المنابر الإعلامية ومن وراء البحار، أفلت شمس بيادرها، وقطفت حرارة الصيف زهور "ربيعها" المنشود ، وباتت أغاني الحصادين وجناة الثمار محفوظة في الأشرطة وعلى الرفوف، وهاهم من يدعون" الثورجية" يتلطون على أبواب موصودة أمامهم يطلبون الإغاثة واللجوء، بعد أن مزقوا شعاراتهم حول "الحرية" المزعومة ، فكيف إذا علموا أن قطار الانتقال إلى الضفاف الأخرى غادرهم ومزق تذاكر سفرهم، وأخذ تحت إبطه شهود عيانه المزعومين؟!
تعلم سورية أن المنظمة الأممية الدولية لن يكون بمقدورها صنع المستحيل، لأن الغارقين في دعم الإرهاب وشاحذي سكاكينه ماضون في طريقهم، ويضعون الغشاوات على عيون من أرادوا رؤية حقيقة ما يجري من مصائب ومحن، ففي الجنوب آل سعود وفي الجنوب الشرقي لبلاد العرب ما يشبههم، وفي شمال الوطن المكلوم طغاة يطمحون بتجديد أيام السلاطين، ولايشعرون حتى الآن أن النار التي أوقدوها سيمتد لهيبها وتأكل أخضرهم ويابسهم، وتعلم سورية أيضاً أن جلابيب الرحمانية والتظاهر بالإيمان لن تفيد داعمي الإرهاب وحامليه بشيء ولن تخفي حالك السواد الذي يتملك قلوبهم وألبابهم، فتاريخهم افتضح وكذلك نسبهم وقرابتهم وعرف العامة أبناء عمومتهم.