والأنكى من ذلك أن رواسب الحقد والكراهية والإجرام التي كانت متأصلة في السلوك العثماني تجاه الشعوب الأخرى مازالت مزروعة في عقل أردوغان وفي سلوكه وتصريحاته اليومية، وتجلى ذلك بانتهاجه سياسة تصعيدية عدوانية تجاه العديد من دول المنطقة وخاصة سورية.
فالأراضي التركية تحولت منذ أربع سنوات إلى معقل رئيسي لشراذم ومجاميع الإرهاب التكفيري الذي يهدد أمن المنطقة والعالم، دعماً وتسليحاً وتمويلاً وتدريباً وعبوراً باعتراف الغرب وحكوماته، والتدخل التركي المباشر في الحرب على السورية بات أمراً لا نقاش فيه، والأيادي التركية السوداء في أزمات العراق وليبيا ومصر وتونس ولبنان واليمن لا يمكن تجاهلها.
والحلم العثماني بإعادة الهيمنة على المنطقة مازال يراود هذا الطاغية المجرم رغم تحطم مشروعه التوسعي في العديد من دول المنطقة، وقد شجعه على ذلك سكوت الغرب المريب على تصرفاته وتصرفات حكومته الراعية للإرهاب، وهذا ما يفسر تسخير تركيا جميع إمكاناتها اللوجستية في خدمة التنظيمات الإرهابية المقاتلة في سورية من أجل تحقيق إنجاز عسكري يحفظ لأردوغان ماء وجهه المراق بعد الصفعة التي تلقاه عبر التضامن العالمي مع المأساة الأرمنية.
لذا من المرجح أن يُخرج أردوغان كل ما تبقى في جعبته من الوحشية والإرهاب خلال الفترة القادمة كي ينسى العالم إجرام أجداده العثمانيين، فهو مسكون بعقدة تنظيف سمعتهم القذرة والترويج لتاريخهم العفن، ولكنه لن يضيف إلى سجلهم الأسود سوى مجرم جديد لا يختلف عن أسلافه منذ سليم الأول وحتى عبد الحميد الثاني والسفاح جمال باشا..!!