وقدم قراءة متفردة للتحدي. فما أهمية المهرجان بوجود الأزمة؟ كيف طرحت ضمن الأعمال؟ وما هي المشاريع المستقبلية بناء على أعمال هذا المهرجان؟ وما هي آليات التعامل مع المتطوعين لإتمام هذه الأعمال الناجحة.
هذه الأسئلة توجهنا بها إلى مشرفين على الفرق الفنية في جمعية (نحنا)، و كانت البداية مع (دونا سروة) المسوؤلة عن فرقة صدى وعنب خطوة فقالت: مهرجان جمعية نحنا الثقافية هو المهرجان الأول للجمعية اخترنا له اسم (نحنا هون) كتأكيد على وجودنا في وطننا سورية و قدرة الشباب السوري على صناعة الفن و الفرح و تقديمه للجمهور بطريقة مختلفة، فالجمعية تضم سبع مبادرات مختلفة في أنواع الفنون، التي تقدمها و منها فرقة نبض ثم افتتاح مهرجان بحفلتها على مسرح الحمرا، و هي فرقة موسيقية،
تضم عدداً من الشباب و الشابات الموهوبين يقدمون أغاني وطنية و تراثية و اجتماعية، وأغلب الأغاني هي من إنتاجها الخاص من ناحية الكلام والتوزيع والألحان.
مبادرة (كلمة) الثقافية افتتحت فعالياتها في غاليري مصطفى علي، و هي تسعى إلى إعادة إحياء المبادرات الشعرية في سورية، وتشجيع الشعراء والكتاب السوريين كون الاهتمام بالشعر والكتابة، أقل من الاهتمام بالفنون.
فرقة خبز قدمت عرضاً تحت جسر الثورة، وتناولت العديد من المشاكل و ضغوطات المعيشة التي يمر بها وطننا بسبب الأزمة من غلاء وهجرة وغش وبطالة.
أما الإطلالة التالية للفرق الأخرى، لكل من فرقة عنب و صدى و خطوة،أتت لاحقا، فرقة عنب هي فرقة موسيقية لليافعين، فرقة صدى و هي فرقة لغناء الراب، قدمت أغاني من تأليف أعضاء الفرقة و كتاباتهم الخاصة، فرقة خطوة للرقص قدمت رقصاتها المختلفة ضمن عرض متكامل، ومدرب الفرقة هو احمد دياب.
أما فرقة زركشة الموسيقية للمحترفين، شاركت ضمن المهرجان، رغم أنها ليست من مبادرة جمعية نحن الثقافية، إنما فقط لدعمها كون الجمعية، تفتح أبوابها لدعم النشاطات الثقافية المختلفة،وهذا ضمن خططها أيضا.
مبادرة (شظايا)حضرت أيضا، و هي تدعم التصوير الزيتي والضوئي و الاتصالات البصرية و الأفلام القصيرة.
وبالنسبة للمشاريع المستقبلية سوف يقام مهرجان في الصيف في دمشق و المحافظات الأخرى، لنشر رسالة الجمعية على مستوى القطر، و من المؤكد سيكون هناك أعمال جيدة و متطوعون و فنانون و موهوبين جدد، ولابد من الذكر،أن جميع الأعمال تطوعية، وهي برعاية وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية، جمعية نحنا، وجدت من رحم الأزمة، واجهت العديد من المخاطر والتفجيرات وقذائف الهاون، ورغم ذلك كنا نلملم أثار الدمار على أنغام أغانينا الصادرة من مقر الجمعية، ونقول إرادة الحياة أقوى، ولا ننسى إصابة الشاب ماهر قباني، وهو الشاب الذي كان له تأثيره الخاص على الجمهور في فرقة صدى الراب.
نجاح المهرجان فاق التصورات بالرغم من أن معظمنا هواة وموهيين، واستطعنا أن نجعل من مهرجان (نحنا هون) أكبر تجمع للفن والثقافة أثناء الأزمة. ونحن من جمعية نحنا الثقافية شاكرين للجميع، وقد حملنا الإصرار على نقل الواقع من خلال الأغاني أو المسرح أو الشعر والرقص أو الشعر.
أما (سليم صباغ) عضو هيئة إدارية بـ (جمعية نحنا) قال: هذا النجاح توقعناه لان الناس متعطشة، لما قدمناه في كافة ألوان الفنون، حتى مسرحنا عمل على كسر المسرح النخبوي، كي نكون قريبين من الناس، كما أن هناك مشاريع أخرى جديدة بإقامة الحفلات للوصول إلى كافة المحافظات السورية، وهناك مشروع آخر قيد الدراسة، وهو تعليم الموسيقا والمسرح.
أما آليات التعامل مع المتطوعين رائع، كونهم ليسوا متطوعين فقط، بل موهوبون، ودوما اعتمدنا النقاش، والذي ينتج أفكار متجددة، كي نكون قادرين على مواجهة الأزمة، التي كانت سببا أساسيا في ظهور هذا المشروع، فالفراغ والضغط النفسي وجهنا إلى مقاومة الأزمة بهذه الفنون. طموحنا هو نشر هذا المشروع بشكل أوسع على مساحة الوطن السوري، ونشره في كافة المحافظات.
ولابد من القول بأن هذه التجربة هي نواة لكثير من المشاريع القادمة في الإطار الثقافي، وسوف تخرج منها حالات فنية متميزة على أصعدة كثيرة، وجمعيها تعبر في مضامينها عن اللازمة وما فعلته بسورية وأبنائها، من جهة أخرى لفت المشروع إلى إمكانات الشباب وقدرتهم على الانجاز، خصوصا أن المشروع يقول: لالليأس، وإن كتب علينا أن نعيش أزمتنا، نعيشها بقوة وبأجمل حالة ممكنة، وسلاحنا الكلمة والأغنية والفن.