أتت مضارب نيرون العثماني متخمة بمزيد من موت وردى، علّها تهضم في الحدود الشمالية السورية عسر خيبتها السياسية، فإذا بالوهابية تخر في ثقل مقامرتها لتقع في حفرتها للمرة الثانية بعد ألف مرة ومرة.
على جسر الشغور السوري يعلق المطرودون من قائمة الثقل الإقليمي الجديدة أمل عودتهم، فإذا بحبالهم الذائبة ترديهم قتيلاً سياسياً ومصاباً بالخرف الدبلوماسي، حين لم تتعلم السعودية من تكرار فشلها في كل الجهات والجبهات السورية الجنوبية والشمالية، وأينما وجدت الرتبة العسكرية للجندي العربي السوري.
تمضي المملكة الوهابية في انتحاراتها ملوثة كل المنطقة، وتائهة في طريق مقبرتها السياسية التي تحفر لها اليوم في إدلب السورية إلا أنها في حشرجات احتضارها تتمسك بأوهام جنيف3 وأضغاثه، بأن مرتزقتها قد يرتدون يوماً ربطات العنق الدبلوماسية ويجلسون باسمها على المقاعد التفاوضية.
تصيح المنطقة برمتها اليوم في الخليج.. يا خليج يا واهب الإرهاب والفوضى والردى، فيرجع الصدى من واشنطن نشد على يد آل سعود في السراديب أما العلن فهو شأن اتفاقات أوباما.. يقول السيناتور الوهابي ماكين وتقول هذه البرهة الفوضوية في المنطقة أن الإستراتيجية التكتيكية الأميركية غدت تسوق حسب المتوفر في الأسواق السياسية، وحسب محصول الزرع الإرهابي، وما يجني لها من ورق لعب دبلوماسي، وإن لم ينقض بيعته للبغدادي أو الظواهري فهذا لا يفسد له وظيفة، طالما أن لا فرق بين ميليشيات الثورة و(كرسي الخلافة) فكله خرافة روتها ديمقراطية واشنطن العمياء، إلا عن مصالحها وأخرجتها إلى الميدان مخططات البيت الأبيض منذ أزمان وأزمان، وإن اختلفت الموضة الإرهابية من طالبان إلى داعش إلا أن بيت الأزياء الأبيض ذاته في كل زمان ومكان ....
يهيئ جنيف الثالث أوراقه على الجغرافيا السورية وينسق التوقيت من برقيات اتفاقات نووية، فيأتي النبأ من تركيا أن الاتصال بالإرهاب يفقد مع كل شحنة تعزيزية ولا نستبعد أن يكتشف أردوغان (الذكي ) دلتا تبتلع مرتزقته قبل أن يقتنع وحلفاؤه أن الجيش العربي السوري غدا أسطورة التفوق، وباكورة نظام عالمي جديد.